إذا مررت بشوارع قرية منية السعيد التابعة لمركز المحمودية بالبحيرة، ستُشد حتمًا إلى تراتيل قرآنية رائعة تنبعث من داخله، قد تخاله صوت الشيخ الحصري، لجمال وإتقان التلاوة، أو كأنما يتسلل إليك من مذياع قديم أو إذاعة القرآن الكريم. إنه كتاب الشيخ هاني، حيث يجلس عشرات الأطفال على الحصير، يرتدون زيًا أبيض ناصعًا وعمائم أزهرية تلتف حول رؤوسهم بوقار العلماء. يلتف الأطفال بملابسهم التقليدية وعملتهم التي يزينون بها رؤوسهم، في حلقات حول معلمهم، ليحفظهم القرآن بصوته العذب، أو يلقنهم درسًا في التجويد أو علوم الدين. يقول الشيخ هاني: " الكتاب وسيلة لتنشئة وتربية الطفل، تربية علمية وأخلاقية ودينية سليمة، كانت بداية تعلمي وحفظي للقرآن من خلال الكتاب، حيث التحقت به وعمري 3 أعوام وكان له فضل عظيم علي، وأرى أن خطوة وزارة الأوقاف بإعادة الكتاتيب خطوة عظيمة سيكون لها أكبر الأثر في اكتشاف وصقل علماء المستقبل وإعادة دولة التلاوة المصرية لسابق عهدها الزاهر". ويضيف: "الكتاب هو ضابط ومؤشر لأي طفل إن نجح وفلح فيه سيفلح بإذن الله في كل شيء، وولي الأمر يحضر إبنه ويقول لي هو إبنك قبل أن يكون إبني، والطفل يحضر ليتعلم الأخلاق، يطبق حفظ القرآن الكريم على سلوكياته". ويكمل: " هذا الكتاب مرخص وخاضع للإشراف، وتقوم لجان بمتابعته بصفة دورية كذلك من يدير الكتاب يمر بسلسلة من الاختبارات يجب أن ينجح فيها ليرخص له بإدارته". وينصح الشيخ هاني" الأفضل البدء مع الطفل منذ سن صغيرة، فكما قالوا التعليم في الصغر مثل النقش على الحجر، معي هؤلاء الطلاب سنهم لا يتعدى 10 أعوام ولكنهم حافظين للقرآن". ويؤكد: "أحرص على ارتداء الأطفال الجلباب والعمامة، فالأزهر هو منارة العلم في الدنيا كلها وارتداء الزي الأزهري هو شرف لصاحبه لا يضاهيه شرف وعمامة الأزهر تمثل الفكر الوسطي المعتدل ". ويوضح الشيخ هاني: "الكتاب به أقسام للتأسيس وأقسام أخرى بحسب درجة تقدم الطفل في الحفظ ودراسة علوم القرآن، ونبدأ من سن 3 أعوام، كما يوجد أقسام للفتيات".