أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اختيار بلاده تصميمًا لنظام الدفاع الصاروخي المستقبلي "القبة الذهبية"، لافتًا إلى أن النظام سيدخل الخدمة نهاية ولايته. وبعد أيام قليلة من عودته كرئيس إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، كشف ترامب عن نواياه بشأن النظام، الذي يهدف إلى مواجهة "الجيل القادم" من التهديدات الجوية للولايات المتحدة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز. وخصصت الولاياتالمتحدة مبلغاً أوليًا قدره 25 مليار دولار للمشروع ضمن قانون الميزانية الجديد - على الرغم من أن الحكومة قدّرت أن التكلفة ستتجاوز ذلك بكثير على مدى عقود. ويحذر المسؤولون من أن الأنظمة الحالية لم تواكب الأسلحة التي يمتلكها الخصوم المحتملون وتتطور بشكل كبير. كما أعلن ترامب أن الجنرال مايكل جيتلين، القائد في قوة الفضاء، سيشرف على المشروع. ويشغل الجنرال جيتلين حاليًا منصب نائب رئيس عمليات الفضاء. وكان ترامب أمر وزارة الدفاع، بعد 7 أيام من توليه منصب الرئيس للمرة الثانية، بتقديم خطط لنظام ردع ودفاع ضد الهجمات الجوية، التي وصفها البيت الأبيض بأنها لا تزال "التهديد الأكثر كارثية" الذي تواجهه الولاياتالمتحدة. وفي حديثه في المكتب البيضاوي أمس الثلاثاء، قال ترامب إن النظام سيتألف من تقنيات "الجيل القادم" عبر البر والبحر والفضاء، بما في ذلك أجهزة استشعار وصواريخ اعتراضية فضائية. مشيرًا إلى أن كندا طلبت الانضمام إلى النظام. وخلال زيارة لواشنطن في وقت سابق من هذا العام، أقر وزير الدفاع الكندي آنذاك، بيل بلير، باهتمام كندا بالمشاركة في مشروع القبة، معتبرًا أنه "منطقي" ويصب في "المصلحة الوطنية" للبلاد. وأضاف بلير، أن "على كندا أن تعرف ما يجري في المنطقة" وأن تكون على دراية بالتهديدات القادمة، بما في ذلك القطب الشمالي. وقال الرئيس الأمريكي، إن النظام سيكون "قادرًا حتى على اعتراض الصواريخ التي تُطلق من الجانب الآخر من العالم، أو تُطلق من الفضاء". واستُوحِيَ هذا النظامُ جزئيًا من نظام القبة الحديدية الإسرائيلية، الذي يُستخدم لاعتراض الصواريخ والقذائف منذ عام 2011. ومع ذلك، ستكون القبة الذهبية أكبر بكثير، ومُصممة لمواجهة مجموعة أوسع من التهديدات، بما في ذلك الأسلحة الأسرع من الصوت القادرة على التحرك بسرعة تفوق سرعة الصوت، وأنظمة القصف المداري الجزئي - المعروفة أيضًا باسم "فوبز- Fobs"، وتقدر على إطلاق رؤوس حربية من الفضاء. وأضاف ترامب: "ستُسقَط جميع هذه الصواريخ في الجو قبل أن تصل". لافتًا إلى أن "نسبة نجاح النظام قريبة جدًا من 100 في المئة". وكان مسؤولون أمريكيون صرحوا سابقًا بأن القبة الذهبية تهدف إلى تمكين الولاياتالمتحدة من إيقاف الصواريخ في مراحل مختلفة من إطلاقها، بما في ذلك قبل إطلاقها وأثناء وجودها في الجو. وأكد مسؤولو دفاع أمريكيون أن الجوانب المتعددة للنظام ستكون تحت قيادة مركزية واحدة. وصرّح ترامب، أمس الثلاثاء، بأن البرنامج سيتطلب استثمارًا أوليًا يقدّر ب 25 مليار دولار، بتكلفة إجمالية تبلغ 175 مليار دولار على المدى الطويل. وحُدد المبلغ الأولي البالغ 25 مليار دولار ضمن مشروع قانونه الضريبي، الذي لم يُقَرّ بعد. ومع ذلك، قدّر مكتب الميزانية في الكونجرس أن الحكومة قد تنفق في نهاية المطاف مبلغًا أكبر، يصل إلى 542 مليار دولار على مدى 20 عامًا، على الأجزاء الفضائية من النظام وحده. ولطالما حذّر مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" من أن الأنظمة الحالية لا تواكب تكنولوجيا الصواريخ الجديدة التي تُصمّمها روسياوالصين. وقال ترامب في المكتب البيضاوي، الثلاثاء، "في الواقع، لا يوجد نظام حالي. لدينا مجالات مُحدّدة للصواريخ وأنظمة دفاع صاروخي مُحدّدة، ولكن لا يوجد نظام. لم يسبق أن وُجد شيء كهذا". وأشارت وثيقة إحاطية أصدرتها وكالة استخبارات الدفاع مؤخرًا إلى أن التهديدات الصاروخية "ستتوسّع في نطاقها وتعقيدها"، إذ تصمم الصينوروسيا بشكل نشط أنظمةً "لاستغلال الثغرات" في الدفاعات الأمريكية.