في زيارة وصفها البيت الأبيض ب"عودة تاريخية إلى الشرق الأوسط"، يبدأ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، غدًا الثلاثاء، جولة رسمية تشمل ثلاث دول خليجية هي السعودية وقطروالإمارات، في مستهل أول جولة خارجية له منذ توليه ولايته الرئاسية الثانية. ومن المقرر أن تستمر الزيارة "التاريخية" حتى 16 مايو الجاري، وتُعد الرياض أولى محطاته الخارجية، كما حدث في ولايته الأولى عام 2017، باستثناء مشاركته السابقة في مراسم تشييع البابا فرنسيس في الفاتيكان. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن "الرئيس ترامب يعود بعد ثماني سنوات ليُعيد التأكيد على رؤيته لشرق أوسط مزدهر وفخور، يقوم على التعاون مع الولاياتالمتحدة، ويسعى إلى هزيمة التطرف وتحقيق التبادل التجاري والثقافي". وأضافت المتحدثة أن جولة ترامب تُبرز "لحظة فاصلة نقف فيها على أعتاب العصر الذهبي لعلاقات الولاياتالمتحدة والشرق الأوسط، برؤية موحدة للاستقرار والفرص والاحترام المتبادل". وقبل انطلاق الجولة ماذا قدمت الدول الخليجية الثلاث للرئيس الأمريكي بعد فوزه بالانتخابات على منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس، في نوفمبر الماضي. استثمارات سعودية ضخمة في 22 يناير 2025، أعلن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس ترامب، عزم بلاده استثمار نحو 600 مليار دولار في مشاريع مع الولاياتالمتحدة على مدى أربع سنوات، مشيرًا إلى إمكانية زيادة هذا الرقم حال توفر فرص جديدة. الإمارات تعلن عن خطة استثمارية تاريخية وكشفت دولة الإمارات، في مارس 2025، عن نيتها استثمار 1.4 تريليون دولار في مشاريع داخل أمريكا خلال عشر سنوات، عقب لقاء جمع ترامب بمستشار الأمن الوطني الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد، في البيت الأبيض. طائرة قطرية فاخرة للرئاسة الأمريكية وفي خطوة لافتة، كشفت شبكة CNN نقلًا عن مصادر مطلعة، أن الأسرة الحاكمة في قطر ستهدي طائرة فاخرة للرئيس ترامب لاستخدامها كطائرة رئاسية بعد تحديثها عبر وزارة الدفاع الأمريكية. وأكد مسؤول قطري أن الطائرة مقدمة من وزارة الدفاع القطرية إلى البنتاجون، مشددًا على أنها "صفقة بين حكومتين وليست شخصية". وأفاد مصدر للشبكة بأن ترامب ومساعديه عاينوا الطائرة في وقت سابق هذا العام بمطار "بالم بيتش" الدولي، وأنها ستكون جاهزة للاستخدام خلال عامين، حيث عبر ترامب لاحقًا عن إعجابه الشديد بفخامتها. وأكد البيت الأبيض أن "الحكومة القطرية عرضت تقديم الطائرة للولايات المتحدة، ولا يوجد ما يدعو للقلق بشأن وجود مقابل لذلك". وأوضحت المتحدثة كارولين ليفيت، في تصريحات لقناة "فوكس نيوز"، أن "قطر عرضت مشكورة إهداء الطائرة لوزارة الدفاع، والتفاصيل القانونية لا تزال قيد الدراسة"، مؤكدة التزام إدارة ترامب بأقصى درجات الشفافية والامتثال الكامل للقوانين الأمريكية. وتستضيف قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، واستثمرت مع واشنطن نحو 45 مليار دولار بين 2015 و2020. وإلى جانب الملفات الاقتصادية، من المتوقع أن تبحث جولة ترامب التطورات السياسية الإقليمية، وعلى رأسها الحرب في غزة، حيث تأمل بعض الدول العربية أن يمارس ترامب ضغوطًا على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية. ويحظى ترامب بعلاقة قوية مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي وصفه في أكثر من مناسبة ب"الصديق المقرب"، حيث استضافت السعودية محادثات أمريكية روسية حول إنهاء الحرب في أوكرانيا. وتسعى الولاياتالمتحدة إلى دفع عملية تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، لكن الرياض أكدت مرارًا أنه لا يمكن الحديث عن تطبيع في ظل استمرار الحرب في غزة، مشددة على أن إقامة دولة فلسطينية شرط أساسي لذلك.