عقب حرب روسيا وأوكرانيا خلال الأشهر الماضية شهدت مصر أزمة بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف بنسبة كبيرة لمربي الدواجن في قرية برما التابعة لمركز طنطا محافظة الغربية، والتي تعد أحد أشهر القرى المنتجة للثروة الداجنة بمصر. تجول موقع "مصراوي" داخل قرية برما للتعرف على تأثير تلك الأزمة على مربي الثروة الداجنة وكيف تفادوا تلك الأزمة في الأوانة الأخيرة وكيف أثرت على الثروة الداجنة في مصر. ربيع جاب لله، صاحب مزرعة دواجن، يقول: منذ 5 سنوات كان سعر شيكارة العلف لا يتجاوز 250 جنيهًا، وكانت التكلفة تساوي المكسب وكان التجار يعانون ومنذ ذلك الوقت وكل يوم يمر يزداد الأمر سوءا حتى وصل سعر شيكارة العلف منذ أيام إلى 750 جنيها. أضاف صاحب المزرعة أن تكلفة ال1000 فرخة حوالي 1500 جنيه شهرياً، ينتج حوالي 500 بيضة يتم بيع البيضة بحوالي 2 جنيه، بصافي ربع حوالي 1000 جنيه، وخسائر 500 جنيه على صاحب المزرعة. واستكمل: أما عن الفراخ البيضاء تستهلك الفرخة الواحدة حوالي 4 كيلو علف بحوالي 30 جنيه ويتم بيعها بحوالي 30 جنيها غير باقي التكلفة من مستلزمات تربية الدواجن تكون بمثابة خسائر على التاجر. وأضاف أن الأدوية البيطرية الموجودة في السوق حاليا غير صالحة للاستخدام ما يضر بصحة الدواجن ويزيد من خسائر التاجر، مشيراً إلى أنه حاول تفادى تلك الأزمة عن طريق القروض من البنوك لكي يتمكن من الإنفاق على مزرعته وتربية الدواجن علي أمل تدخل الدولة والحكومة ومساعدتهم في حل تلك الأزمة. وأكد أنه العام الماضي كان حجم خسارته يتجاوز 175 ألف جنيه قائلا " لما يبقى طبق البيض ب55 جنيها وشيكارة العلف ب700 جنيه يبقى احنا كدا بندمر الثروة الداجنة في مصر". علي أحمد الزناتى، صاحب مزرعة بط تسمين فرنساوي، يقول: رغم خسارة مربي الدواجن بقرية برما التي تضم حوالي 6000 مزرعة تضم حوالي 12000 عامل، لا يمكنهم تغير نشاطهم فجأة وإغلاق تلك المزارع لأنهم مرتبطين بديون وقروض ولابد من سدادها قبل إغلاق تلك المزارع وفي حالة إغلاقها سوق يتم تدمير جزء كبير جدا من الثروة الداجنة بمصر ولكن حتى الآن يتحمل التجار تلك الخسارة على أمل تدخل الحكومة ومحاولة إنقاذهم من تلك الأزمة. وتابع الزناتي: تكلفة تسمين البط حوالي 70 جنيها للبطة 2 كيلو ونص وتباع بحوالي 55 جنيها، قائلا: "طيب الفرق دا هحطه من جيبي وأنا مضطر عشان أعرف أبيع وأسدد ديوني اللي عليا من تجارتي في المزرعة". وأوضح خليل فرج غبريال، صاحب مزرعة بط، أنه اضطر للاستغناء عن العمالة التي تعمل لديه في المزرعة وأصبح يعمل بمفرده بعد غلاء الأسعار وزيادة التكلفة التي أصبحت تتجاوز سعر البيع في السوق ويشكل خسائر كبير لديهم وأصبحوا مهددين بالسجن في حالة عدم سداد تلك الديون. أما إبراهيم هلال صاحب مزرعة بط فيقول: رغم ارتفاع أسعار البيض والدواجن في الأسواق ولكن لا يساوي تكلفة تربيتهم من المفترض بيع كيلو الفراخ البلدي ب60 جنيها حتي يتم تغطية تكلفتها والبط لابد من بيعه ب40 جنيها في الأسواق أو تتحمل الحكومة فرق التكلفة لأنه يوجد ظلم كبير على المربين، مشيراً إلى أنه كان يقوم بإدخال كل دورة 5000 بطة على الأقل وحاليا يقوم بإدخال 1000 بطة وهو غير ضامن مكسبهم. وأكمل: تستورد مصر الأعلاف من أمريكا والبرازيل وأوكرانيا، ولكن النسبة الأكبر يتم استيرادها من أمريكا، وتنتج مصر نسبة لا تتعدى 15% إلى 20% من خامات الأعلاف التي يتم استهلاكها محليا، والباقي يتم استيراده، وتنتج مصر نحو 1.6 مليار طائر سنويا، ويحقق هذا الإنتاج اكتفاءً ذاتيًا بنحو 95%، ولا تتعدى الفجوة الموجودة بين الإنتاج والاستهلاك نسبة 5%.