موجة غضب برلمانية ضد وزيرة البيئة ورئيس "النواب" يتدخل.. ما التفاصيل؟

استخدم أعضاء مجلس النواب قرابة 60 أداة رقابية لمتابعة سير عمل وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، أسفرت كلها عن مناقشة وشجب وشد وجذب داخل أروقة الجلسة العامة، أمس الإثنين، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي.
شملت ال60 أداة رقابية 57 طلب إحاطة و3 أسئلة و4 طلبات مناقشة، وذلك عن تعدد مسببات التلوث البيئي للهواء ومياه نهر النيل والشواطئ والبحيرات والمحميات الطبيعية، وسياسة الحكومة بشأن إحلال السيارات التي تعمل بالوقود بالسيارات الكهربائية؛ حفاظًا على المناخ والبيئة، ومؤتمر المناخ العالمي.. وغيرها.
ظهرت حالة من الترقب على وجه وزيرة البيئة أثناء سماعها طلبات الإحاطة والأسئلة والمناقشة العامة مقدمة من عدد كبير من النواب بشأن المشكلات والقضايا التي تنتشر في الشارع؛ وأهمها القمامة والمخلفات، والتي لم تعطِ الوزيرة أيَّ أمل في حلها في رأي العديد من النواب.
بدأت الجلسة وكأنها ضمن النيران التي تظهر في جبال القمامة المنتشرة في معظم شوارع المحافظات، بسحب الصورة والبيانات التي عرضها النواب اليوم خلال الجلسة العامة، وتماسكت الوزيرة رغم محاولاتها كتابة كل صغيرة وكبيرة وأسماء النواب الذين هاجموها وهم كثر.
وقامت وزيرة البيئة بعرض استراتيجيتها أمام الأعضاء -بعد انتهائهم من تقديم طلبات الإحاطة والأسئلة والمناقشة العامة عبر وقت محدد لا يزيد على دقيقتين حددهما رئيس الجلسة- بشأن التعامل مع المتغيرات المناخية والتلوث وكل المشكلات التي عرضها النواب.
كان تركيز فؤاد على عرض الاستراتيجية الوطنية لمواجهة التغير المناخي، وقامت بعرض مجهودات الوزارة من أجل استضافة المؤتمر الدولي للمناخ في نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ.
لم يحاول النواب التعليق على كل ما تقوله الوزيرة؛ بل استمروا في هدوء، حتى انتهت من عرض الاستراتيجية والجهود وكل الخطط التي تعمل عليها وزارة البيئة، وما كادت تنتهي حتى تحركت رياح الغضب وكأنها خرجت من رحم التغيرات المناخية التي تتحدث عنها وزيرة البيئة.
وبدأت الأصوات من هنا وهناك وكل نائب لم تسعفه الدقيقتَين خرج عن شعوره وبدأ يهاجم الوزيرة بأشد العبارات؛ بل وصل إلى أن أصبح الصوت جماعيًّا في الجلسة، وهنا وجد رئيس المجلس نفسه وكعادته لا يسمح بالتجاوزات أو الخروج عن النص والبعد عن السياق النيابي الذي وضعته اللائحة وينفذه جبالي بكل حزم وقوة من أجل المشهد النيابي المصري.
رئيس "النواب" نادرًا ما يعلق على بيانات الوزراء، ويكتفي فقط بما قام به النواب من كلمات وطلبات إحاطة ويشكر الوزير؛ وهذا أمر بروتوكولي على الحضور أمام الجلسة، إلا أنه أمام موجة الغضب طالب من الأعضاء الهدوء.
خاطب رئيس النواب الأعضاء، قائلًا: "قدموا طلبات وأدوات رقابية في أي وقت، ومَن لا يعجبهم رد وزيرة البيئة على طلباتهم خلال جلسة اليوم يمكنهم تقديم طلبات ومناقشتها في اللجان".
وقال جبالي: "الرقابة مستمرة وسيادتك تقدم في اللجان طلبات مستمرة، الوزيرة ردت ولا نستطيع أن نضع الإجابة على لسان الوزيرة، تقدم بأي طلبات في أي وقت"، وكان هذا ردًّا على أحد النواب الذي تحفظ على إجابات الوزيرة.
ورفض رئيس المجلس الأحاديث الجانبية ووجه الشكر إلى الوزيرة وانتقل إلى جدول أعمال الجلسة.