قرابة 4 ساعات سادت حالة من الشد والجذب بين أعضاء مجلس النواب ووزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد خلال الجلسة العامة اليوم الاثنين برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي التي شهدت مناقشة نحو 60 أداة رقابية لتشمل 57 طلب إحاطة و3 اسئلة و4 طلبات مناقشة، عن تعدد مسببات التلوث البيئي للهواء ومياه نهر النيل والشواطئ والبحيرات والمحميات الطبيعية وسياسة الحكومة بشأن إحلال السيارات التي تعمل بالوقود بالسيارات الكهربائية حفاظًا على المناخ والبيئة والتغيّرات المناخية. واستمعت الوزيرة إلى كلمات النواب لمدة قرابة ساعتين ونصف حيث وضع رئيس الجلسة باللغة تحذيرية للأعضاء طريقة وأسلوب المناقشة وعدم تجاوز الوقت المحدد للحديث. وقال جبالي للنواب مع بداية فعاليات الجلسة في شأن طلبات الإحاطة والأسئلة ومناقشة العامة: "تقرر تحديد دقيقتان لكل عضو للحديث ولن يسمح للنائب بتجاوز المدة". وتابع موجها حديثه للنواب: "بتزعلوا وأنا بزعل والدقيقتين ب120 ثانية كافية لكل عضو للحديث"، متابعا "امسك كتاب واقعد أمام المراية فى البيت هتلاقى ال 120 ثانية يعطوك 150 كلمة" عن طريق المزح مع النواب. وما أن بدأ رئيس الجلسة في النداء على الأسماء حسب الترتيب في جدول أعمال الجلسة وتحدث بعض النواب، جاء الدور على النائب محمود أبو الخير وبدأ حديثه بشكل مستهجن أنا سألت عن اسم الوزيرة أنا معرفوش، قائلًا: "أغلب النواب ما يعرفوش وزيرة البيئة وكمان أغلب المواطنين فى الشارع، عايزين وزراء بينزلوا الشارع علشان العمل على الأرض". وعرض مشكلة في محافظة سوهاج قائلًا: "عندنا محميات فى مصر كنز لا يعرف أحد عنها شيئا، 150 فدانا لم يتم استغلالهم من الممكن استغلالها فى السياحة موجودة بسوهاج". النائب أحمد الشرقاوى، هو من اليسار أي المعارضين في المجلس قال إن وزارة البيئة لا تقوم باختصاصاتها على الأرض، من المفترض أنها تقوم بالحفاظ على البيئة، ولكنها لا تشتبك مع منظومة المخلفات أو جمع القمامة فى القرى والأحياء، متابعا:" أين اشتباك البيئة على الأرض مع منظومة القمامة" وده حال أغلب الوزارات. وما أن بدأت السحابة السوداء أن جاز التعبير تظهر في أروقة مجلس النواب ضد وزيرة البيئة، وجهت النائبة أية فوزى فتى سؤالا للوزيرة، عن الآليات التي تتبعها الوزارة لمواجهة التلوث، وحماية الشواطئ، وتعظيم الاستفادة من المحميات الطبيعية، خاصة وأن هناك العديد من الدول التقى تعتمد على السياحة البيئية في اقتصادها بالكامل منها على سبيل المثال دولة جنوب أفريقيا، مع ضرورة تنظيم حملات توعية بشأن مؤتمر المناخ الذي تستضيفه مصر. سؤال ربما لخص كل ما يدور في أذهان النواب وبدأت الوزيرة تبحث عن أوراقها من أجل ترتيب الإجابات، فيما وجه النائب أحمد إسماعيل سؤالا للوزيرة عن مدى معرفتها بمنطقة مدينة السلام بالقاهرة والتي تبعد عن الوزارة قرابة نصف ساعة أو أقل حيث قال إن هناك مصنع للمخلفات في آخر مدينة السلام يتسبب فى تلوث المنطقة جراء وجود نفايات، إضافة إلى أنه بجوار المصنع مشروع صرف صحى، متابعا:" تلوث فوق الوصف، وكيف يكون مصنع مخلفات فى قلب المنطقة السكنية، لا يوجد أي تواجد لوزارة البيئة فى المدن الجديدة، مستشفى السلام تعانى من كثر حالات الاختناق جراء هذا المقلب والمصنع". ولم تخل كلمة من عضو إلا وكان يتحدث عن فشل منظومة وزارة البيئة بل وصل الأمر إلى أن أحد النواب قال للوزيرة أن الوزارة تساعد على تلوث ووفاة المواطنين وليس توفير بيئة نظيفة لهم. وعبر العديد من النواب خلال حديثهم مع موقع "مصراوي" عن عدم الرضا إزاء إجابات وزيرة البيئة، مؤكدين أن هذه الردود نسمعها من الوزيرة في وسائل الإعلام منذ 5 شهور ولم تقدم الجديد. وأشاروا إلى أن الوزيرة تعتمد فقط على الظهور الإعلامي والحديث عن المؤتمر المناخي الدولي في نوفمبر القادم بشرم الشيخ دون تحديد أولويات عملها كوزيرة للبيئة في ظل هذه الظروف الصعبة التي يشعر بها الجميع بشأن الأجواء الساخنة في الصيف والبرودة في الشتاء.