قفزة جنونية في أسعار البيض والدواجن بالأسواق.. و3 أسباب وراء الارتفاع

قفزت أسعار الدواجن البيضاء والبيض خلال الفترة الماضية لمستويات غير مسبوقة، مع زيادة الطلب وانخفاض الإنتاج.
وارتفع سعر كيلو الدواجن البيضاء بأكثر من 10 جنيهات خلال شهر، وزاد سعر طبق البيض بنحو 11 جنيهًا ليباع في بعض المناطق بقيمة 60 جنيهًا.
ويسجل سعر كيلو الدواجن بالمزرعة نحو 28 جنيهًا ليباع بالأسواق بين 34 و35 جنيهًا، مقابل 25 جنيهًا أول سبتمبر الماضي، بحسب عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن.
وبلغ متوسط سعر طبق البيض نحو 52 جنيهًا بالأسواق مقابل 41 و 42 جنيهًا الشهر الماضي، ووصل السعر في بعض المناطق إلى 60 جنيهًا.
وزاد سعر كيلو البانية إلى 75 جنيهًا مقابل 65 جنيهًا الشهر الماضي وسعر كيلو الأوراك إلى 40 جنيهًا مقابل 30 جنيهًا، والأجنحة إلى 24 جنيهًا مقابل 18 جنيهًا الشهر الماضي.
وتشير بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اليوم الأحد أن أسعار مجموعة اللحوم والدواجن ارتفعت على أساس شهري في سبتمبر بنسبة 3.2% وعلى أساس سنوي بنسبة 12.8%.
كما ارتفعت مجموعة الألبان والجبن والبيض في سبتمبر بنسبة 0.8% مقارنة بالشهر السابق له، وارتفعت بنسبة 8.3% مقارنة بنفس الشهر العام الماضي.
أسباب الارتفاع
بحسب ما قاله السيد القصير، وزير الزراعة لمصراوي، فإن الارتفاع الكبير في أسعار الدواجن في الفترة الحالية يخضع لقانون العرض والطلب.
وأضاف أن ارتفاع الطلب على الدواجن يأتي في ظل تراجع الإنتاج وهو ما رفع الأسعار.
ويفسر مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الداجنة، أسباب ارتفاع أسعار الدواجن، بأن أهمها ارتفاع أسعار الأعلاف عالميًا.
ووصل سعر الطن من الأعلاف خلال العام الحالي إلى 8100 و8150 جنيهًا، مقابل 5800 جنيه بالعام الماضي.
وتستورد مصر الأعلاف من أمريكا والبرازيل وأوكرانيا، ولكن النسبة الأكبر يتم استيرادها من أمريكا.
ويرى الصياد، أن عودة موسم السياحة بنشاط هذا العام جعل الفنادق تسحب كميات كبيرة من الدواجن وهو ما أثر على المعروض في الأسواق ورفع السعر.
وتلقت مصر دعمًا كبيرًا خلال الأيام الماضية في مجال السياحة بعد أن رفعت روسيا الحظر المفروض على الطيران مع مصر والذي استمر لمدة 6 سنوات، كما رفعت بريطانيا مصر من القائمة الحمراء للدول التي تتطلب إجراءات مشددة عند السفر لها بسبب كورونا.
ووفقًا لنائب وزير الزراعة فإن ضمن أهم الأسباب التي رفعت أسعار البيض في الأسواق، هذا العام هو الإنتاج العام الماضي الذي تخطى 13 مليار بيضة، مما أدى لانخفاض الأسعار في الأسواق بشكل كبير في ظل ارتفاع تكلفة الصناعة وهو ما جعل كثير من صغار المنظومة تتكبد خسائر كبيرة لتخرج من منظومة إنتاج البيض.
واتفق معه عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن، وقال إن ارتفاع أسعار الدواجن راجع إلى خروج بعض المربيين من منظومة التربية خلال الفترة الماضية في ظل ارتفاع أسعار العلف وزيادة تكلفة التربية، مما أدى إلى قلة المعروض في ظل زيادة الطلب.
ويحتاج إنتاج البيض تكلفة كبيرة ويتطلب وقتًا أطول من إنتاج الدواجن، بحسب الصياد.
وأضاف أن إنتاج الدجاجة يحتاج إلى علف الكتكوت نحو 33 يومًا، أما إنتاج البيض يتطلب علف الدجاجة نحو 6 شهور لتكون قادرة على إنتاج البيض.
ووفقًا للسيد فإن صغار المربيين تكبدوا خسائر كبيرة وصلت إلى 10 آلاف جنيه في اليوم الواحد، لأن طبق البيض كان يباع في المزرعة نهاية أغسطس الماضي بنحو 24 جنيهًا وتكلفته الفعلية 34 جنيهًا.
وتعد وزارة الزراعة حاليًا دراسة مفصلة لمعرفة كافة الأسباب التي ساهمت في ارتفاع أسعار الدواجن والبيض والعمل على حلها.
وتوقع الصياد، أن تشهد الأسعار تراجعًا خلال الفترة الماضية، ولكن سيكون التراجع تدريجيًا وببطء.
هل نلجأ للاستيراد؟
وفي سبتمبر 2019 أصدرت لجنة مكونة من وزارات الزراعة والتموين والداخلية، والاتحاد العام لمنتجي الدواجن وجهاز الخدمة الوطنية والجهات الرقابية، حزمة من الإجراءات لحماية الإنتاج المحلي من الدواجن، ضمنها حظر استيراد الدواجن وأجزائها من الخارج، وتلبية احتياجات الجهات المستوردة من الإنتاج المحلي من الدواجن وبيض المائدة، بسبب ارتفاع الإنتاج محليًا وعدم الحاجة للاستيراد.
ولا يرى عبد العزيز السيد ضرورة للعودة للاستيراد وقال إنه على الرغم من ارتفاع الأسعار لا يجب اللجوء للاستيراد حتى لا نضر الصناعة الوطنية، لأن الأمر يحتاج لضبط الأسواق ووضع أسعارًا للسلع الاستراتيجية مثل البيض تزيد عن سعر التكلفة يحقق للمنتج هامش ربح معقول.
وتنتج مصر نحو 1.6 مليار طائر سنويا، وهذا الإنتاج يحقق اكتفاءً ذاتيا بنحو 97%، ولا تتعدى الفجوة الموجودة بين الإنتاج والاستهلاك نسبة 5%.
ووفقًا لتصريحات سابقة لوزير الزراعة فإن صناعة الدواجن تتضمن استثمارات بحوالي 90 مليار جنيه وتستوعب أكثر من 2.5 مليون عامل.