تعتبر تلك السنة الخامسة التي يحظى فيها جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته ال52 بتواجد الواعظات، وتُشارك كريمة عودة، واحدة من واعظات الأزهر، للعام الثالث على التوالي، وتستقبل يوميًا عدد كبير من رواد المعرض الراغبين في الفتوى الدينية، بجانب ثلاث واعظات آخرين وأربع واعظين. هذا العام تلقّت كريمة أسئلة جديدة على مسمعها، وكان أغربها بالنسبة لها هو حكم الزواج بنيّة عدم الإنجاب، فيما أوضحت الواعظة أن تلك الدعوة ليست جديدة على المجتمع ولكن يتم الترويج لها مُجددًا "فيه ناس شايفة إنه على أساس إن المجتمع فيه ظلم فمينفعش أجيب طفل"، لكن كريمة تقول إن الزواج شرعًا يجب أن يكون بنية تحقيق المقاصد منها النسل، غير أن هناك دعوة أخرى بدأت في الانتشار والمُسماة بالاحتضان، وهي كفالة اليتيم، وتقول عنها كريمة "كفالة اليتيم أمر يحض عليه الإسلام، لكن مينفعش حد يقول مخلفش وأكفل يتيم، ده يتنافى مع مقاصد الشريعة الإسلامية". وتختص الواعظات بالأساس بالأمور الخاصة بالمرأة "خاصة إن فيه ستات بيشعروا بحرج في الكلام مع وجود مفتي"، ولذلك يُقبلون أكثر على الواعظات في سؤالهن في أمور العبادات والطهارة "وفيه أسئلة جديدة جت لنا عن وسائل التجميل زي الميكروبليدنيج"، وتضحك كريمة أن باستفسارها عن طريقة الميكروبليدنيج "بلاقي كل حد يقولي طريقة مختلفة تمامًا"، وقد استقبلت الواعظات أسئلة أخرى لها علاقة بكيفية تعامل الزوجة مع الزوج وأهله. ولاحظت الواعظة أن أغلب جمهور معرض الكتاب من الشباب، وهو ما يختلف عن جمهور رُكن الفتاوى الرئيسي في الأزهر الشريف "في ركن الفتوى الشخص اللي بيسأل بيكون عنده أمر ملح وضروري"، لكن وجود رُكن الفتوى داخل معرض الكتاب شجّع كثير من الشباب في السؤال عما يخطر ببالهم "بيكونوا مش عارفين يسألوا ازاي"، وتمحورت معظم أسئلتهم حول الحدود الشرعية بين الشباب والشابات "وإزاي الشاب يتعامل مع زميلاته، وإزاي الشابة تتعامل مع زمايلها". ويُقدّم جناح الأزهر أيضًا الإصدار الثاني من مجلة واعظات الأزهر، وهو مُلحق ربع سنوي يصدر مع مجلة الأزهر، وتقول كريمة إنها تعتبر أول مجلة تصدرها الأزهر تخص المرأة، وعبر المجلة هناك مسابقة تنقسم إلى عدة محاور منها البحث العلمي والمسرح والقصة القصيرة وعمل فيديو توعوي و"موشن جرافيك"، ويحصل الفائز فيها على جوائز قيمة، كما أنها مُدعمّة من رئاسة الوزراء. لا تنتهي الأسئلة التي تتلقاها كريمة في معرض الكتاب، ومن ضمن الأسئلة الجديدة التي استقبلتها أيضًا كانت حكم الإسلام في تعقيم القطط والكلاب، وكانت تُجاوب الواعظة على السائل بأنه لا يجوز سوى في حالة واحدة، وهي في حالة حدوث ضرر للحيوان فقط.
