العاشرة صباح الخميس، نهاية هادئة لأسبوع شاق تمناها رجال الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة لكن أتت رياح "سارينة الإنذار" بسيناريو مغاير. الكل يهرول كخلية نحل داخل مقر الإدارة بمنطقة بين السرايات لاستقلال سيارات الإطفاء في مواجهة جديدة مع جحيم النيران. إشارة وردت للتو من غرفة عمليات شرطة النجدة بتصاعد أدخنة كثيفة وارتفاع ألسنة اللهب إثر حريق هائل بمصنع للأثاث المنزلي بشارع السلام المتفرع من العروبة غرب المحافظة. 12 سيارة إطفاء انطلقت صوب البلاغ بقيادة اللواء هشام صادق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، وبمشاركة المقدم محمد إمام والمقدم عطية نصر. فور وصوله عمد اللواء هشام إلى معاينة سريعة لمسرح الأحداث. ورشة ضخمة لصناعة الأثاث تضم كميات هائلة من الأخشاب يجاورها مخزن سيراميك وعقار مكون من 6 طوابق، هكذا جاءت اللقطات الأولى. توجيه سريع من قائد قوات الدفاع المدني بتقسيم المهام على فرق الإطفاء، لتتولى كل منها مسؤولية مجابهة جحيم النيران ومن ثم إحكام السيطرة على الحريق سريعا وتقليل حجم الخسائر. نجحت مساعي رجال الإطفاء في منع امتداد النيران إلى العقار الملاصق واقتصر الأمر على تأثر طلاء الواجهة بفعل الأدخنة الكثيفة. تحد كبير واجه رجال الإطفاء خلال عملية السيطرة على الحريق؛ إثر سقوط الجمالون "السقف" الخاص بالمصنع لتزداد المهمة الصعوبة. 120 دقيقة سطرت خلالها قوات الحماية المدنية ملحمة بطولية في مجابهة جحيم امتد على مساحة ألف متر وسط كميات هائلة من الأخشاب والمنتجات المعدة للبيع أيضا دون خسائر في الأرواح، لتبدأ عملية التبريد لضمان عدم تجدد النيران. كشفت المعاينة عن أن سبب الحريق ماس كهربائي بسبب التوصيلات العشوائية وإحداه خاصة بكاميرات المراقبة الملحقة بالمصنع. وأسفر الحريق عن تفحم شحنة أخشاب تم توريدها للمصنع منذ يومين بقيمة مليون جنيه فضلا عن احتراق 40 غرفة نوم جاهزة كانت في طريقها إلى الساحل الشمالي. مع هدوء الأوضاع وإحكام السيطرة على المشهد، تمركزت سيارتا إطفاء بموقع الحريق للملاحظة والتدخل حال تجدد النيران مع ارتفاع درجة الحرارة.
