من غزة.. مذيع "صباح الخير يا مصر" يتحدث عن الحدث التاريخي (حوار)

سادت لحظات من الصمت قبل إذاعة برنامج "صباح الخير يا مصر" من قلب غزة للمرة الأولى في التاريخ، هدوء يسبق الأحداث الكبرى، أمام الكاميرا مراجعة نهائية لتحضيرات دامت لفترة طويلة وخلفها يترقب الجميع ساعة الظهور ومن حولهم يلتف عشرات من أهالي القطاع لحضور التجربة، يطل الإعلامي "محمد الشاذلي" على الجمهور رفقة زميلته "هدير أبوزيد" يُلخص المشهد في جملة أثيرة "كنا دايما بنقول إن غزة في وجدان القاهرة، لكن النهاردة بنقول القاهرة موجودة على أرض غزة".
بعد ساعات من الحلقة المتميزة يتحدث الشاذلي مع مصراوي عن رحلة فريق عمل البرنامج إلى غزة، تحضيراته لتلك التجربة الهامة، الجهود المبذولة من كافة الأطراف لظهور الحلقة في أفضل صورة، وتفاصيل جولاتهم بمناطق الدمار فضلا عن عمليات الإعمار المستمرة من رجال مصر.
ويكشف الإعلامي الشاب لمصراوي عن ردود فعل أهالي غزة تجاه مواقف مصر خلال الأزمة الأخيرة، ورؤيتهم لقرارات إعادة الإعمار، وكيف يتخطى الفلسطينيون آثار الحرب بطريقة مدهشة، واهتمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية بإذاعة برنامج "صباح الخير يا مصر" من القطاع.
لم يكن الشاذلي يعلم بوجود نية لسفر طاقم البرنامج إلى فلسطين "عرفت بشكل مفاجيء قبل السفر بيوم" سرت شحنات من الفرحة في قلبه "لأن الخطوة جاية في توقيت مهم وهتبقى حلقة للتاريخ"، لذلك حرص فريق العمل على تجهيز الحلقة بدقة شديدة "عشان ميبقاش فيها ولا غلطة مهما كانت صغيرة" بدأ في تحضير كافة المعلومات عن الأوضاع في غزة "طبعا احنا متابعين من فترة طويلة كل التفاصيل، وعلى دراية بالقضية لكن ذاكرت أكتر قبل الحلقة".
منذ الثواني الأولى لوصول الشاذلي مع زملائه إلى غزة شعر بحفاوة الأهالي "الناس كانت فرحانة بوجودنا، وبيتعاملوا معانا بمحبة دايما" حتى أنه فوجيء في نهاية الحلقة بتصفيق حاد من الفلسطينيين والمارين بمنطقة التصوير "كان حولينا جيش جرار من الناس اللي بتصقف وترحب بينا" فضلا عن اهتمام قنوات التلفزيون الفلسطينية لإجراء لقاءات مع فريق البرنامج لتوثيق الأمر بجانب وسائل الإعلام العالمية.
لم يستقر الشاذلي كثيرا منذ تواجده في غزة، انطلق مع زملائه في جولات عديدة داخل المناطق المنكوبة "الدمار كبير والخساير واسعة.. 10 مناطق كاملة أصبحت أنقاض، وتم قصف المقرات الحكومية والمناطق التجارية في حي الرمال، مر مذيع برنامج "صباح الخير يا مصر" على العديد من العقارات المنهارة، أدرك حينها قيمة تدخل مصر لإعادة إعمار القطاع بمبلغ مالية وشركات مصرية قادرة على إحداث الفارق وسرعة إزالة آثار العدوان.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد أعلن في 18 مايو الماضي عن تقديم مبلغ 500 مليون دولار، كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة إعمار غزة نتيجة للأحداث الأخيرة مع قيام الشركات المصرية المتخصصة في تنفيذ المبادرة خلال مشاركته في القمة الثلاثية، بشأن تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والتي عقدت في باريس، كما وجه خلال مطلع الشهر الجاري بسرعة إدخال المعدات إلى القطاع.
على أرض الواقع التقطت كاميرات البرنامج جهود المهندسين المصريين في عمليات تأهيل غزة من جديد وإزالة آثار القصف والركام في كل مكان "صورنا عمارة من 7 أدوار كانت أنقاض واتشالت في 3 أيام" التقى المذيع الشاب بعدد من الأهالي مُستمعا إلى آرائهم حول الدور المصري في الهدنة والإعمار "كانوا مبسوطين من الدعم غير المحدود ووجود المعدات المصرية والمهندسين خاصة إنهم محتاجين معدات تقيلة، قالولي أي حاجة من ريحة مصر ليها قيمة مختلفة عندنا".
وتدخلت مصر في وقت سابق لبدء هدنة وقف إطلاق النار بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وقطاع غزة، بعد التوصل لاتفاق متبادل بين جميع الأطراف فيما وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بإرسال وفود أمنية لغزة وتل أبيب لمتابعة إجراءات التنفيذ والاتفاق على الإجراءات اللاحقة التي من تحافظ على استقرار الأوضاع بالمنطقة.
شعر الشاذلي كما يروي لمصراوي بالدهشة من قدرة أهالي غزة على العبور من الأزمة سريعا "لازم الحياة تستمر لأنها مش هتقف عند الحرب، اللي بيته اتضرر رجع صلح جدرانه تاني، واللي محله حصل فيه خراب وضّبه وفتحه من جديد، وشوفنا أفراح كتيرة بتملا الشوارع بهجة" يحاول الجميع كسر موجة الأحزان واستعادة تفاصيل اليوم الاعتيادي ونقل رسالة للاحتلال الإسرائيلي بأن التدمير والتخريب لا يؤثر على بالسلب على الفلسطيني.
بعد انتهاء حلقة اليوم التي أعقبها ردود فعل واسعة،وإشادة برسائل تلك الخطوة، سيبقى الشاذلي مع البرنامج لعدة أيام على أرض غزة الحبيبة لنقل أصوات الناس ورصد آثار الحرب وتوثيق جهود الإعمار من قِبل الأيادي المصرية، فيما يرى أن ظهور الحلقات بصورة لائقة يرجع إلى وجود "خلية نحل بتشتغل ورا الكاميرا، بيعملوا شغل جامد على الأرض، أقدر أقولك إن فيه ناس مش بتنام عشان تطلع الشغل بطريقة مُشرفة" مُؤكدا على أن الحلقات القادمة تحمل جولات وحكايات هامة.