أيهما أفضل: الشكر على النعم أم الصبر على البلاء؟.. أحمد ممدوح يجيب

تحدث الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حول شكر النعم وكفرانها وكذلك الصبر على البلاء، مجيبًا على سؤال أيهما أفضل الشكر على النعم أم الصبر على البلايا بأن المفاضلة ليست دقيقة وإنما هي حسب الأحوال التي يتعرض لها الإنسان في حياته، وذلك خلال لقائه ببرنامج "من القلب للقلب" المذاع على فضائية إم بي سي مصر 2.
فيقول ممدوح إن الشكر او الصبر تتحدد أفضليتهما حسب مقام العبد الآن، فإذا كان حاله الآن في نعم متتالية ومتوالية فالمطلوب منه الآن شكر النعم، فيصبح العبد مقصرًا ومذمومًا إذا قصر في الشكر، لكن إن كان حال آخر انه قد ابتلي بشر وبالبلايا فمطلوب منه الصبر وعدم التضجر منه وملاحظة حكمة الله سبحانه وتعالى في ذلك، فالأفضل أن يقوم الإنسان بالمطلوب منه حسب حالته، فالشكر في حال النعمة والصبر في حال البلاء.
وأوضح ممدوح مظاهر كفران النعم التي يتمتع بها الإنسان، فمنها عدم التحدث بها، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده كما في الحديث الشريف، وقال تعالى: "وأما بنعمة ربك فحدث"، فإذا أنعم الله عليه بشيء فأخفى النعمة وحجبها، فهذا من مظاهر كفران النعم، وتعليقًا على من يفعل ذلك خوفًا من الحسد، قال ممدوح أن الإنسان هو من يحصن نفسه وفي النهاية الله هو الحافظ، فالاقتصاد والأعتدال في كل شيء هو السلوك السليم.
ومن كفران النعم أيضًا، يقول ممدوح، إهدارها وعدم حسن جوارها، فمثلًا إن كان للإنسان جار عليه أن يعامله بشكل جيد وهكذا النعمة، فعليه أن يعاملها بشكل طيب، ومنها الاقتصاد في الوضوء، فالتبذير عموما خلق مذموم.
كذلك ومن كفران النعم عدم أداء حق الله فيها، كاداء الزكاة للفقراء، وانفاق الصحة فيما يغضب الله لا ما يرضيه، فيجب توجيه النعم فيما لا يغضب الله سبحانه وتعالى، وأضاف ممدوح أن من مظاهر كفران النعم عدم الاعتراف بالمنعم فلا يلاحظ العبد أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، فملاحظة الله ونسبة الخير إليه وشكره واستحضاره بالقلب واللسان والجوارح من وسائل شكر النعم، فالقلب يقر واللسان يشكر ويحمد الله والجوارح تعمل بما يرضي الله ويكون بذلك قد أدى الإنسان شكر النعم.