قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دنيا مفتي، الثلاثاء، إن بلاده لم تتلق حتى الآن أي معلومات بشأن الوساطة الرباعية التي طلبها السودان، مشيرا إلى استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات في أي وقت، على أن تحترم كافة الأطراف الاتحاد الأفريقي ودوره في الوساطة. وأوضح الدبلوماسي الإثيوبي في المؤتمر الصحفي الأسبوعي: "لدينا علاقات جيدة مع الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة. لكن يظل مبدأنا قيام الاتحاد الأفريقي بدوره". وتابع: "حتى الآن لم تُطرح أي أسئلة بشأن الاتفاق الرباعي بين الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة بشأن سد النهضة". يأتي ذلك بعد نحو 24 ساعة من تقدّم الخرطوم بطلب رسمي لكلٍ من الأممالمتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، للتوسط في الخلافات المستمرة منذ نحو قرن من الزمان حول السد، لا سيّما المتعلقة بملئه وتشغيله. كانت إثيوبيا تجاهلت تحذيرات مصر والسودان، وأعلنت العام الفائت انتهاء المرحلة الأولى من ملء خزان السد، بشكل أحادي، وتصر حاليا على المضي قدمًا في الملء الثاني المُتوقع أن يتم في غضون أشهر، حتى إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم. وهو ما تعده القاهرةوالخرطوم "تهديدًا للأمن القومي". واقترحت الخرطوم قبل شهر وساطة رباعية تضم إلى جانب الأممالمتحدة والولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وهو ما وافقت عليه القاهرة، ورفضته أديس أبابا. وذكرت وزارة الخارجية السودانية في بيان، أمس الاثنين، أن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك حمدوك بعث برسائل إلى الأممالمتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي. وأضاف البيان "حكومة السودان تشعر بالقلق إزاء تصريحات إثيوبيا بعزمها على ملء ثاني لسد النهضة في يونيو 2021، دون اتفاق ملزم يضمن تبادل المعلومات وضمانات التشغيل والإدارة البيئية والاجتماعية، كما تؤكد بأن أي إجراء أحادي الجانب للملء سوف يلحق الضرر بالسودان ويهدد أمنه القومي". بالتزامن، أعلنت الخارجية الأمريكية مواصلة واشنطن دعم الجهود البناءة لحل الخلافات بشأن سد النهضة، وتشجيعها على استئناف الحوار بين مصر والسودان وإثيوبيا. والخميس الفائت، شدّد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، خلال لقائهما في القاهرة، على "تكثيف التنسيق" للتوصل الى اتفاق حول المرحلة الثانية من ملء السد. واتفقت مصر والسودان في بيان مشترك مع ختام زيارة حمدوك إلى القاهرة على "تفعيل اقتراح السودان"، باستئناف المفاوضات مع إثيوبيا برعاية رباعية تضم الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة. وأكّدت الخارجية السودانية أن الطلب ليس انتقاصًا من دور الاتحاد الأفريقي أو بديلًا عنه، بل تعزيزًا لدوره للمساعدة في حلحلة الأزمة.