بعد إقرارها من الكونجرس.. كل ما تريد معرفته عن محاولة عزل ترامب الثانية

يواجه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، مرة أخرى محاولة للعزل من منصبه، بعد إقرار الكونجرس أمس، المرحلة الثانية من القواعد الإجرائية المنظمة للتصويت على مشروع قرار يتهمه بالتحريض على العنف في أعمال الشغب التي وقعت في 6 يناير الجاري بمبنى الكابيتول.
ورأى مجلس النواب الأمريكي، في قراره، أن ترامب خان منصبه ويضر بالدستور ومسار الديمقراطية في الولايات المتحدة، وسيحاكم لإخلاله بواجبات منصبه.
ووفقا لشبكة "سي إن إن"، الأمريكية، فإن ترامب سيكون أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يواجه محاولتي للعزل من منصبه من قبل مجلس النواب.
من يملك قرار العزل؟
أوضحت "سي إن إن"، أن عملية عزل ترامب المحتملة، تجرى من جزأين، يمرر خلالها مجلس النواب مواد العزل، ومجلس الشيوخ هو المكان الذي يواجه فيه الشخص العزل.
ووفقا للدستور الأمريكي، فإن مجلس الشيوخ هو السلطة الوحيدة التي تملك شرعية إتمام جميع إجراءات العزل، ولكن لا يجوز إدانة أي شخص دون موافقة ثلثي الأعضاء الحاضرين.
متى ستبدأ محاكمة ترامب؟
كشفت "سي إن إن"، أن ذلك ليس واضحا، لافتة إلى أن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، أشار قبل التصويت إلى أن أعضاء مجلس الشيوخ لن يجتمعوا قبل تسليم السلطة.
وقال ماكونيل، في بيان، الأربعاء، إن إجراءات محاكمة ترامب ستبدأ بعد تسليم السلطة.
هل يعزل ترامب بعد ترك منصبه؟
ووفقا لشبكة "سي إن إن"، فإن موعد محاكمة ترامب قد تكون بعد يوم 20 يناير، أي بعد تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
وقالت شبكة "سكاي نيوز عربية"، نقلا عن أستاذ القانون في جامعة تكساس، ستيفان فلاديك، إن محاسبة ترامب بعد مغادرته البيت الأبيض، ليست ممكنة فحسب من الناحية الدستورية بل واجبة وضرورية.
وبما أن مجلس الشيوخ لن يستأنف عمله إلا في التاسع عشر من يناير الجاري، أي أن محاكمة العزل لن تبدأ على الأرجح إلا في ظهر الأربعاء (20 يناير)، بعد تنصيب بايدن، فإن ترامب لن يجري عزله وهو يشغل صفة الرئيس الأمريكي.
ويوضح البند الثاني من الدستور الأمريكي، في قسمه الرابع، أن رئيس الولايات المتحدة ونائب الرئيس وكافة الضباط المدنيين، يُعزلون من المنصب ويدانون عند التورط في أمور مثل الخيانة والفساد والجرائم الأخرى وإساءة التصرف.
وعند الاعتماد، بشكل حصري، على هذا البند من الدستور الأمريكي، فإن المستفاد هو أن إجراءات العزل تصبح غير قابلة للتطبيق عندما يكون المسؤول قد غادر المنصب.
لكن القسم الثالث من البند الأول في الدستور الأمريكي يوضح أمرا مهما، بشأن صلاحيتي مجلس الشيوخ في إجراء محاكمة العزل، وهما العزل من المنصب، إضافة إلى نزع الثقة وحرمان المسؤول المدان من أي تشريف أو منصب فيدرالي في الولايات المتحدة.
ويعد هذا البند بيت القصيد، لأنه يحدد بشكل واضح، صلاحيتي مجلس الشيوخ، ورسالته واضحة في أن إجراءات العزل لا تقتصر فقط على العزل من المنصب، وإنما الحسم بشأن الحق في تولي مناصب فيدرالية مستقبلا.
هل يمكن إجراء المحاكمة في يوم؟
قالت "سي إن إن"، إنه لا يمكن محاكمة ترامب في يوم واحد، وسيستغرق الأمر بضعة أيام أو حتى أسابيع حتى تجيب مجموعة المشرعين في مجلس النواب الذين سيقدمون القضية ضد ترامب ومحاميه، لذا لا يمكن إجراء محاكمة عمليا إلا بعد تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 يناير، ما سيجعل المجلس يصوت على عزل رئيس سابق.
ما الهدف من إجراء محاكمة عزل لرئيس سابق؟
أوضحت "سي إن إن"، أن تاريخ الولايات المتحدة يشهد عددا من المحاكمات لمسؤولين سابقين، ويطلق على تلك العملية "المساءلة المتأخرة".
في حين أن العقوبة الرئيسية للحكم بالإدانة في محاكمة العزل هي العزل من المنصب، إلا أن الحكم سيمنع ترامب من تولي المنصب في المستقبل فضلا عن خسارة المعاشات وغيرها من الامتيازات بعد الرئاسة.
ماذا يختلف عن محاكمة عزل ترامب الأولى؟
كشفت "سي إن إن"، أن الجمهوريين جميعهم في المحاكمة الأولى عدا السناتور ميت رومني، رفضوا إقالة ترامب من منصبه.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مصادرها، أن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، سعيد بالجهود المبذولة لعزل ترامب أو تطهيره من الحزب الجمهوري، لافتة إلى أنه غير واضح حتى اللحظة إذا كانت الأصوات المؤيدة لعزل ترامب تكثر تدريجيا داخل المجلس.
وتتطلب إدانة ترامب موافقة ثلثي مجلس الشيوح، وإذا كان جميع أعضاء مجلس الشيوخ المائة حاضرين، فهذا يعني 67 عضوًا في المجلس فقط يكفون لعزل ترامب.
هل حدث ذلك من قبل؟
كانت هناك ثلاث إجراءات سابقة لعزل رئيس الولايات المتحدة من منصبه، بما في ذلك أول محاكمة لترامب.
وكشفت "سي إن إن"، أن الرئيس أندرو جونسون، شهد إجراءات لعزله، لكنه نجا من محاكمة مجلس الشيوخ بصوت واحد بعد أن انشق سبعة جمهوريين عن حزبهم، ولكن لم يفز جونسون بالانتخابات بعد عزله.
وأضافت أنه تمت محاكمة الرئيس الأسبق بيل كلينتون في ولايته الثانية وتمت تبرئته بسهولة؛ أقل من غالبية أعضاء مجلس الشيوخ أيدوا عزله من منصبه، بعيدًا عن 2/3 المطلوب.