تلقى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف سؤالا يقول: نذهب لآل بيت رسول الله مثل السيدة نفيسة والسيدة زينب وسيدنا الحسين؛ متوسلين بهم إلى الله... فهل يوجد حرج شرعي في هذه الأمور؟ وفي رده، قال "جمعة" إن المسلمين فهموا هذا المسألة عبر القرون بأنهم سمعوا رسول الله- صلى الله علية وسلم- فيما ورد عنه "حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ" وسمعوا أيضا قول النبي- صلى الله عليه وسلم- عن الحسن والحسين: "سيدا شباب أهل الجنة"، وسمعوا مدحه في هؤلاء الأفاضل. وأضاف جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، بأن الشرائع السماوية كلها، ومنها الإسلام، ترى أن الروح باقية، وحينما تخرج إلى ما بعد البرزخ تكون باقية، ويكون لها فعل، فيمكن أن تدعو، وتستغفر لمن في الأرض، ويمكن أن تتمنى أن تعود إلى الأرض، وكل هذا موجود في القرآن والسنة بصورة واضحة. وأوضح المفتي السابق أن ذهاب الإنسان إلى سيدنا الحسين أو السيدة زينب أو السيدة نفيسة أمر جائز شرعا، فالسيدة زينب مثلا كانت مستجابة الدعوة وحين يسألها شخص الدعاء إلى الله كان الله يستجيب منها. وبين "جمعة" أن السيدة زينب كانت قد فكرت في مغادرة مصر بسبب كثرة التردد عليها من المواطنين بسبب هذا الأمر، فجاءها الوالي، وأسكنها في دار فسيحة، ونظم لها الدخول والخروج بأيام معدودة حتى تتفرغ إلى العبادة، وطلبت- رضوان الله عليها- من زوجها أن يدبر لها منزلا في مكة حتى تسافر، ولا يعرفها أحد، فجاءها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في المنام، وقال لها: "لا تغادري مصر". وأشار إلى أن الإنسان إذا تكلم مع هؤلاء، فهم أفاضل وفيهم تقوى، مؤكدا أن الإنسان حينما يذهب إلى السيدة نفيسة يطلب بركتها، والأمر كله بيد الله، إن شاء استجاب، وإن شاء أجّل الإجابة. واستشهد جمعة بقول الله- تعالى: "اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"..[التوبة:80]. وأكد أنه يجوز التوسل بأولياء الله الصالحين، بشرط العمل وعدم التواكل على الدعاء فقط، وما يقوله البعض عن التوسل بأنه شرك مجرد "لخبطة" فسيدنا آدم لما خلقه الله توسل بنبينا أن يغفر الله له.
