قبل شهرين انشغل عقل محمود طلعت، الطالب في كلية فنون جميلة؛ ما هي العادات الجديدة التي اكتسبها رفاقه في الحظر؟ قرر أن يسأل عبر منصة انستجرام "قولت لو حاجة عجبتني ممكن أعمل زيهم عشان زهقان"، لكن الشاب المفتون بعالم التصوير قرر أن يحوّلها إلى مشروع يُشبه دفتر مذكرات لتلك الفترة. تلقى طلعت إجابات مُلهمة فزاد حماسه تجاه تنفيذ المشروع "لكن 9 أشخاص بس هما اللي وافقوا على إني أصور عندهم في البيت"، ثم انضمت شقيقته وشقيقه إلى أبطال الفكرة وقرر أن يوثق حاله هو الآخر. بتأني استمع الشاب العشريني لكل القصص ليختار أي الصور المُجددة لالتقاطها، لكنه طوّر أيضًا الفكرة لتصبح كل صورة مكتوب بخط يد صاحبها تجربته "بحب المذكرات وحالتها، وكنت حابب الناس تعبر عن اللي جواها بطريقتها". جاءت المشاركة متنوعة، من شاب بدأ يعتني بوجود نباتات في منزله، إلى أخر لم يعد هناك متنفس لممارسة الرياضة سوى في البيت بعدما كان مُدربًا في النوادي الرياضية، إلى دكتور جامعي في كلية الفنون الجميلة تحولت محاضراته إلى الفضاء الإلكتروني "ده استلزم معرفة أساليب جديدة في التعليم" فضلًا عن الانكفاء على الرسم، إلى طالبة في الثانوية العامة اعتمدت على نفسها في المذاكرة بعدما توقفت الدروس. هوايات أخرى التقطها طلعت في مشروعه، شاب بدأ يلعب بدراجته الهوائية في المنزل، أخر أصبح يقوم بأمور الحلاقة لنفسه، أو حتى قضاء وقت أكثر على منصات التواصل الاجتماعي مثل "التيك توك"، أو الألعاب الإلكترونية. على مدار شهر تجول الشاب في مناطق عدة لزيارة أبطال مشروعه، لكن كل مغامرة جديدة لم تخلُ من التوتر "كنت باخد احتياطاتي كلها ولابس كمامة، بس كل خوفي على الناس اللي بصور عندهم، وكنت كل شوية بطمن عليهم واستنى يعدي أسبوعين من غير ما يمسهم أذى". بعد شهرين من التصوير والعمل على إخراج المشروع، حاول طلعت نشره في مواقع إلا أنه لم يتلقَ ردًا فما كان منه إلا النشر عبر منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك وانستجرام. تفاجئ بردود الفعل المُشجعة على الصور وطريقة تنفيذها مع الكتابة بخط اليد "جالي تعليقات من مصورين بثق فيهم وده فرّحني"، لكن الشاب العشريني لازال يحمل أمنية أخرى للمشروع أن يتم نشره في كتيب فيصبح وثيقة بصرية لفترة الحظر "لكن ده صعب لأني صورت عدد قليل، عشان كدة بدور على أي مصور نفذ نفس الفكرة وممكن نعمل ده سوا".
