قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مجلس النوب الليبي عقيلة صالح، والمشير خليفية حفتر قائد الجيش الليبي، اليوم السبت: "لقد تحلى هذان القائدان بالمسؤولية والحث الوطني؛ حتى أمكن بعون الله وتوفيقه التوصل إلى مبادرة سياسية مشتركة وشاملة لإنهاء الصراع في ليبيا، ولعل تلك اللحظة من اللحظات المهمة التي طالما تطلعت لها خلال السنوات الماضية، تلك اللحظة التي يتم الإعلان فيها عن مبادرة إذا صدقت نوايا الجميع وخصلت، ستكون بداية لمرحلة جديدة نحو عودة الحياة الطبيعية والآمنة إلى ليبيا". وأضاف السيسي: "إنه لمن دواعي الاعتزاز أن يتم الإعلان عن ذلك من مصر التي هدفت كل تحركاتها المخلصة طيلة الأعوام الماضية إلى إنهاء معاناة الشعب الليبي وعودة الأمن والاستقرار إلى كل ربوع ليبيا على اتساع أرضها". وتابع السيسي: "يكتسب هذا اللقاء أهمية خاصة نظرًا لما تشهده الساحة الليبية من تطورات، إضافة إلى التفاعلات الدولية المحيطة بالملف الليبي، وفي هذا الإطار أود التأكيد أن خطورة الوضع الراهن الذي تشهده الساحة الليبية لا تمتد تداعياته الأمنية فقط في داخل ليبيا؛ بل إلى دول الجوار الليبي والإقليمي والدولي أيضًا". واستطرد السيسي: "إن ما يقلقنا خلال الفترة الحالية هو ممارسات بعض الأطراف على الساحة الليبية رغم جهود كثير من الدول المعنية بالشأن الليبي خلال السنوات الماضية؛ لإيجاد حل مناسب للأزمة، ويهمني أيضًا أن نحذر من إصرار أي طرف على الاستمرار في البحث عن حل عسكري للأزمة الليبية". وأكد الرئيس السيسي متابعة مصر عن كثب وبالتنسيق مع الإخوة الليبيين لكل التطورات الميدانية التي تحدث في ليبيا، ورفضها الكامل كل أشكال التصعيد التي من شأنها زيادة تعقيد المشهد الليبي وتنذر بعواقب وخيمة في كامل المنطقة. وأضاف السيسي: "لا يمكن أن يكون هناك استقرار في ليبيا إلا إذا تم إيجاد وسيلة لتسوية سلمية للأزمة تتضمن وحدة وسلامة المؤسسات الوطنية؛ لتكون قادرة على الاضطلاع بمسؤولياتها تجاه الشعب الليبي، وتتيح لها في نفس الوقت توزيعًا عادلًا وشفافًا للثروات الليبية على كل المواطنين وتحول دون تسربها إلى أيدي من يستخدمونها ضد الدولة الليبية". وتابع السيسي: "وانطلاقًا من حرص مصر على تحقيق الاستقرار السياسي والأمني للدولة الليبية؛ خصوصًا أن استقرار ليبيا هو جزء لا يتجزأ من استقرار مصر، وفي إطار العلاقات الخاصة التي تربط البلدين، فقد تمت دعوة رئيس البرلمان الليبي المستشار عقيلة صالح والقائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، للحضور إلى القاهرة للتشاور حول تطورات الأوضاع الأخيرة في ليبيا، اللذين رحبا بالدعوة؛ حيث أسفر اللقاء عن التوافق على إطلاق إعلان القاهرة متضمنًا مبادرة ليبية ليبيا كأساس لحل الأزمة في ليبيا، في إطار قرارات الأممالمتحدة والجهود السابقة في باريس وروما وأبوظبي وأخيرًا في برلين". لمتابعة تفاصيل مبادرة حل الأزمة الليبية، وردود الفعل حول "إعلان القاهرة".. (اضغط هنا)