الثلاثاء الماضي، دب خلاف بين سائق توك توك وزوجته، غادرت على إثره الأخيرة عش الزوجية، لتقضي الأسبوع الأخير من شهر رمضان في كنف بيت أبيها وبالتبعية عيد الفطر المبارك، إلا أن ثمة جديد تبدد معه سيناريو الزوجة لتستقبل العيد بجريمة قتل فقدت معها أقرب الناس إلى قلبها. مساء السبت الماضي - وقفة عيد الفطر- اتصل صاحب ال34 سنة بزوجته لإنهاء الخلاف القائم، مطالبا إياها بالرجوع إلى عش الزوجية، والاحتفاء بالعيد سويا، إذ ينتظران مولودا بعد شهر. طلب الثلاثيني لم يلق قبولا لدى الزوجة، فراح يغير طريقة حديثه "هترجعي البيت النهارده ولا أجيبك بالعافية" لتزداد الأمور تعقيدا، وسط إصرار الزوجة على المكوث بمنزل أسرتها في منطقة "أبو رواش" بمركز كرداسة شمال محافظة الجيزة. توجه سائق التوك توك إلى منزل حماه، ودار نقاش حاد بينه وبين زوجته -الحامل في شهرها الثامن- التي لم يتغير موقفها، فما كان منه إلا خنقها وكادت تلقى حتفها لولا تدخل والدتها. ارتفع صوت صراخ الأم والابنة تزامنا مع وصول الأب المنزل. وقعت مشادة كلامية بين الأب وزوج ابنته، وعاتبه على فعلته، فتطور الأمر إلى مشاجرة، استل خلالها الزوج سكينا، فأصاب حماته وسدد لحماه طعنتين نافذتين، فسقط الأخير جثة هامدة غارقا في دمائه. داخل قسم شرطة كرداسة، يراجع العميد طه فوده رئيس المباحث الجنائية لقطاع أكتوبر، خطة التأمين خلال أيام العيد، يتلقى إشارة عبر جهاز اللاسلكي بوقوع جريمة قتل بدائرة المركز. انطلق العقيد محمد عرفان مفتش مباحث فرقة شمال أكتوبر، إلى محل الواقعة، وعُثر على جثة شخص يبلغ من العمر 48 سنة، مُسجاة على الأرض، يرتدي ملابسه كاملة، بها آثار طعنتين نافذتين. فريق بحث شكله اللواء محمود السبيلي مدير مباحث الجيزة، بقيادة العميد عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية، لكشف ملابسات الجريمة وضبط الجاني. في أقل من ساعة، بدت الصورة واضحة أمام المقدم مجدي موسى وكيل فرقة شمال أكتوبر، الذي أمسك بخيوط القضية كاملة، وتوصلت تحرياته إلى أن زوج ابنة الضحية وراء تلك الجريمة بسبب رفض زوجته العودة إلى عش الزوجية. عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، تمكنت مأمورية بقيادة الرائد معتصم رزق ومعاونه الرائد خالد المرشدي من ضبط المتهم، الذي برر فعلته "مش راضية ترجع معايا البيت"، وأرشد عن سلاح الجريمة. واصطحبت قوة أمنية من القسم المتهم إلى مسرح الجريمة لإجراء معاينة تمثيلية لجريمته، وعرضه على النيابة العامة تمهيدا لإحالته إلى المحاكمة الجنائية العاجلة.
