لقبه أهالي مدينته ب"طبيب الغلابة" وعُرف بين زملائه ب"الطبيب الإنسان"، حيث تسلل الحزن إلى قلوب أهالي الأقصر، بعد إعلان وفاة الدكتور جبريل علي يوسف، استشاري وكبير جراحي الرمد بمحافظة الأقصر الذي توفي أمس الجمعة، في مستشفي العزل بعد تعافيه من فيروس كورونا المستجد، مؤكدين أنه لم يكن طبيبا عاديًا، بل إنسان سجله حافل بالعطاء، ومليئ بالمواقف الإنسانية. وقال أهالي:"رغم مهارته في عمله وصيته أنحاء محافظة الأقصر كأحد أمهر أطباء جراحة العيون في المحافظة، وجنوب الصعيد، إلا أن ذلك لم يدفعه للمغالاة في قيمة الكشف على مرضاه داخل عيادته الخاصة، إذ بلغت قيمة الكشف الطبي الخاص ربع جنيه في تسعينات القرن الماضي، ووصلت 10 جنيهات فقط مؤخرًا، وأحيانا كان يجري الكشف والعمليات الجراحية بالمجان". جمال علي أحد أهالي مدينة أرمنت، وصف الدكتور جبريل يوسف بأنه رجل من الزمن الجميل قائلا: "رجل من أهل البر الذين أفنوا حياتهم فى العمل الخيرى"، مضيفًا: "كان يضرب به المثل فقد دأب على غسيل وتنظيف دورات مياه المسجد العتيق، وكان يعالج مرضاه ويجري لهم عمليات العيون بأجر رمزي، وبالمجان فى كثير من الأحيان". يتابع علي:"سمعنا عنه وعرفناه منذ طفولتنا فى مدينة أرمنت، التى جاء قادمًا إليها من مدينة طنطا منذ زمن بعيد، وكانت تأتيه أفواج المرضى من مختلف المحافظات لعلاجهم وإجراء العمليات ومساعدة فقرائهم". ويقول عبدالدايم أبو طروبة، أحد جيران الطبيب المتوفي: "أفنى عمرة من أجل سعادة الآخرين، لقد رحل رجل، وتشهد له بيوت الله التي عاش فيها، كما يشهد له القاصى والداني". وأضاف عبدالدايم: "وداعا صاحب الفضيلة والقلب الطيب والعلم الذاخر ولا نملك إلا أن نقول إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإن لفراقك يا دكتور لمحزونون وإنا لله وإنا اليه راجعون". ومن محاسن طبيب الأقصر المتوفي التي يذكرها له أهل مدينة أرمنت أيضًا تبرعه بقطعتي أرض لإقامة مستشفى الرمد ومعهد ديني ومبنى لتحفيظ القرآن الكريم، إلى جانب العديد من الأعمال الخيرية الأخري. ممدوح سعدي أحد أهالي مدينة أرمنت، اعتبر وفاة الدكتور جبريل علي يوسف خسارة فادحة، لأهل أرمنت والصعيد قائلا: "الله يرحمك ويدخلك فسيح جناته، الدكتور جبريل على يوسف طبيب العيون بأرمنت جارنا ومربينا تبرع لوزارة الصحة بفدان لبناء مستشفى للعيون، وكشفه كان ربع جنيه". يضيف سعدي: "كان يجرى عملياته على صوت الشيخ محمد حسنين الكلحي حتى الفجر، ويتوجه ليلة كل خميس لتنظيف ومسح المسجد العتيق بأرمنت أمام عيادته ومنزله". وقال مصدر طبي بمحافظة الأقصر، إن الدكتور جبريل علي يوسف استشارى وكبير جراحي الرمد الذي توفي اليوم الجمعة، بمستشفي العزل الصحي بإسنا جنوب المحافظة، كانت نتيجة آخر عينة سحبت منه قبل وفاته سلبية، بعد ما أثبتت الأولي إصابته بالفيروس. وأوضح المصدر ل"مصراوي" أن طبيب الرمد مات بمضاعفات الفيروس التي تسببت في إصابته بالالتهاب الرئوي، ما أدي لفشل تنفسي فارق علي إثره الحياة. وأشار المصدر إلي أن الطبيب المتوفي البالغ من العمر 79عامًا،كان مصابًا بالعديد من الأمراض المزمنة منها السكر والضغط والقلب، ما جعل مناعته لا تتحمل مضاعفات فيروس كورونا، ليلقي ربه رغم كون نتيجة التحليل الأخير له سلبية.