توقعات بارتفاع الدولار فوق مستوى 16 جنيها مع استمرار تداعيات كورونا

توقع مصرفيون أن يواصل الدولار ارتفاعه أمام الجنيه خلال الفترة المقبلة ليتم تداوله عند مستوى بين 16 جنيها و16.5 جنيه تقريبا خلال المرحلة المقبلة، مع استمرار تراجع تدفقات النقد الأجنبي لمصر مع مواصلة الضبابية بشأن انتشار فيروس كورونا المستجد ومدى إمكانية السيطرة عليه على مستوى العالم.
وأشار المصرفيون الذين تحدثوا إلى مصراوي، إلى أن استمرار ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه يرجع إلى تراجع التدفقات الدولارية مثل إيرادات السياحة وتحويلات العاملين بالخارج إلى جانب اتجاه المستثمرين الأجانب للخروج من الاستثمار بأدوات الدين في الأسواق الناشئة ومنها مصر، لصالح الملاذات الأمنة المتمثلة في السندات الأمريكية والذهب.
وعكست أسعار الدولار اتجاهها إلى الصعود أمام الجنيه، منذ الاثنين 24 فبراير الماضي، منهية موجة كبيرة من التراجع استمرت نحو 13 شهرا، حيث زاد متوسط السعر في البنوك نحو 17 قرشا، ووصل السعر خلال تعاملات أمس الأربعاء إلى 15.67 جنيه للشراء، و15.77 جنيه للبيع.
وكان مصدر مسؤول في البنك المركزي، قال لمصراوي، الشهر الماضي، إن السبب وراء صعود الدولار، هو خروج بعض المستثمرين الأجانب من أدوات الدين الحكومية في مصر، ضمن موجة خروج من الأسواق الناشئة، بسبب المخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد، وتداعياته على الأسواق العالمية.
وقال المصدر إن خروج المستثمرين الأجانب من أدوات الدين في مصر سيكون بشكل مؤقت، وإنهم سيعودون مرة أخرى مع استقرار الأوضاع العالمية.
وتوقع محمد عبدالعال عضو مجلس إدارة في أحد البنوك الخاصة، إن يواصل سعر الدولار ارتفاعه ليصل إلى مستوى بين 16 جنيها و16.25 جنيه خلال الفترة المقبلة، ولكنه يرى أن هذا الارتفاع سيكون مؤقتا تأثرا بتداعيات فيروس كورونا على الأسواق العالمية وخروج المستثمرين الأجانب من الدول الناشئة.
وقال عبد العال لمصراوي، إن استمرار ارتفاع أسعار الدولار أمام الجنيه لا يدعو للقلق، مع حدوث ذلك بوتيرة بطيئة مرتبطة بتداعيات اقتصادية عالمية، مع الإعلان عن السيطرة على فيروس كورونا المستجد.
وأرجع عبد العال توقعاته لاستمرار ارتفاع الدولار إلى التوقعات باستمرار تراجع تدفقات النقد الأجنبي خاصة خروج الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة من أدوات الدين، وتراجع تحويلات المصريين العاملين بالخارج، وتراجع تدفقات السياحة، ولكن مع السيطرة على آثار الفيروس وتعافي هذه التدفقات سيعود الدولار إلى الانخفاض مرة أخرى أمام الجنيه.
ورجح محمد بدرة عضو مجلس إدارة في أحد البنوك العامة، أن يواصل سعر الدولار الارتفاع أمام الجنيه خلال المرحلة المقبلة، ليتراوح السعر بين 16 جنيها و16.5 جنيه مع استمرار تأثير فيروس كورونا وخروج الاستثمارات غير المباشرة من الأسواق الناشئة.
وقال بدرة لمصراوي، إن ارتفاع الدولار سيكون في الحدود الآمنة وبمعدلات مقبولة طالما لم يتخطَ مستوى 16.5 جنيه، خاصة مع تأثير تعليق عودة بعض المصريين العاملين بالسعودية والكويت إلى عملهم ممن كانوا في إجازة بمصر مع منع الرحلات مع هاتين الدولتين، على التحويلات، وكذلك التراجع المتوقع في إيرادات السياحة.
وتوقع بدرة أن يعاود الدولار الانخفاض مرة أخرى بعد انتهاء شهر يونيو المقبل الذي يشهد تحويل أرباح المستثمرين الأجانب، وإغلاق ميزانيات بعض الشركات.
وكان يحيى أبو الفتوح نائب رئيس البنك الأهلي المصري، قال أمس الأول لمصراوي، إن صعود الدولار أمام الجنيه يعتبر تحركا طبيعيا وغير مقلق مثلما حدث من قبل وسجل الدولار تراجعا أمام الجنيه منذ بداية العام الجاري، فالعملة تتحرك صعودا وهبوطا حسب آلية العرض والطلب التي تحكم سوق الصرف.
وجذبت مصر تدفقات أجنبية بقيمة بلغت 12 مليار دولار منذ بداية شهر يناير وحتى منتصف شهر فبراير الماضي، بحسب ما قاله مصدر بالبنك المركزي لمصراوي في وقت سابق.