تجتاح العالم في هذه الأيام موجة من الخوف مع انتشار "فيروس كورونا" الغامض في عدة بلدان. ولم تقتصر الطوارئ والإجراءات الخاصة بمنع تفشي المرض على الحكومات، إذ أعلنت إدارات عدد من الشركات العاملة في السوق الصيني إجلاء العاملين بها من المدن المصابة في الصين. أمس، أعلنت مجموعة بيجو سيتروين الفرنسية اعتزامها نقل موظفيها وعائلاتهم من مدينة ووهان بمقاطعة هوبي الصينية التي تعرضت لإصابات كثيفة بفيروس كورونا. واليوم اتخذت شركات السيارات اليابانية التي تمتلك مصانع لتجميع السيارات في الصين ويصل عددها بحسب وكالة الأنباء الألمانية قرابة 80 شركة قرارًا بإجلاء جميع الموظفين اليابانيين من مدينة ووهان الصينية وإعادتهم إلى اليابان. يرى مراقبون أن القرارات الاحترازية التي تتخذها الشركات تباعًا، ستؤثر سلبًا على عجلة الإنتاج وستصيب سوق السيارات الصيني الذي يعد الأكبر في العالم بحالة من التباطؤ ولو نسبيًا. وعن مدى تأثير تراجع القدرة الإنتاجية في المصانع الصينية على سوق السيارات المصري، قال خالد سعد، أمين عام رابطة مصنعي السيارات: لن تتسبب تلك الإجراءات في أزمة بالسوق المحلي سواء حاليًا أو مستقبلًا. وأوضح سعد ل"مصراوي" أن المستوردين من السوق الصيني يمكنهم حال تفشى المرض بشكل يصعب السيطرة عليه داخل الصين، أن يلجأوا إلى مصانع العلامات التجارية في دول أخرى. وتوقع أن يعاني السوق الصيني بشكل كبير خلال الفترة المقبلة بسبب " كورونا"، إذ سيؤدي الحجر الصحي الذي بدأت السلطات المحلية في فرضة ببعض المدن على إنتاج المصانع. وأشار أمين رابطة المصنعين إلى أن قطاع المكونات وقطع الغيار في مصر قد يكون المتضرر الأول في حال توقفت الصين عن تصدير منتجاتها إلى مصر، أو حال اتخذت السلطات المصرية قرارًا بوقف العمليات الاستيرادية. من جانبه، قال رضا الغندور، المتحدث باسم هيئة ميناء الإسكندرية، إن الجمارك لا يوجد بها أي إجراءات استثنائية بالموانئ والمطارات تجاه شحنات السيارات التي ترد من الدول التي ظهر بها حالات اشتباه بفيروس كورونا وخاصة الصين. وأكد الغندور فى تصريحات ل"مصراوي" أن هناك إدارة بالفعل متخصصة بكافة المنافذ الجمركية بالموانئ والمطارات للحجر الصحي تعمل طوال ال 24 ساعة مسئوليتها اتخاذ كافة التدابير تجاه الشحنات والبضائع للتصدي لمثل هذه الفيروسات سواء "كورونا" أو غيره المستجد ومنع دخوله إلى البلاد.
