حالة من الارتباك الشديد تسود العالم بسبب سرعة انتشار فيروس كورونا، سواء داخل المدن والمقاطعات الصينية أو العديد من دول العالم التي بدأ فيها ظهور حالات مصابة بالفيروس.
وعلى الرغم من اهتمام جميع رؤساء وملوك العالم بمتابعة تطور الفيروس ومدى انتشاره، ومحاولات الصين فى عمليات الحد من انتشاره والبحث عن علاج سريع له، وعلى الرغم من الاحتياطات العالمية التي تتابعها منظمة الصحة العالمية للسيطرة على الفيروس، إلا أن مشكلة كبيرة قد ظهرت وهي متعلقة بالرعايا الأجانب داخل الصين، في ظل سعي العديد من الدول العربية والأجنبية لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لإجلاءهم وإعادتهم إلى بلدانهم مع مزيد من الاحتياطات للتأكد أيضا من خلوهم من أعراض الفيروس.
وكانت روسيا من أوائل الدول التي قررت إجلاء رعايها من الصين، حيث أعلنت السفارة الروسية لدى بكين، أنها تبحث مع السلطات الصينية تنظيم عملية إجلاء للمواطنين الروس من مقاطعة هوبي وسط البلاد وعاصمتها ووهان، المغلقة بسبب انتشار وباء فيروس كورونا.
كما أكد المسؤول الصحفي بالسفارة، أنه حتى الآن، لا توجد إجابة رسمية على طلب توضيح ترتيبات مغادرة المواطنين الأجانب لووهان، مشيرا إلى أن مواطنين روس يتواصلون مع السفارة، بما في ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، طالبين شرح كيفية مغادرة مقاطعة هوبي ومدينة ووهان.
وأعلنت وسائل إعلام أمريكية، أن الولاياتالمتحدة ستنظم اليوم، رحلة جوية، لإجلاء مواطنيها ودبلوماسييها من مدينة ووهان الصينية، مركز اندلاع وباء فيروس كورونا الجديد، حيث ستقل الطائرة حوالي 230 شخصا من دبلوماسيي القنصلية الأمريكية، وكذلك المواطنين الأمريكيين وعائلاتهم.
وجاء ذلك بعد ان حصلت واشنطن على موافقة من وزارة الخارجية الصينية، وغيرها من الوكالات الحكومية لتنفيذ عملية الإجلاء عقب مفاوضات جرت في الأيام الأخيرة.
كما أفادت أيضا وسائل إعلام فرنسية نقلا عن مصادر رسمية، بأن فرنسا تخطط لإجلاء مواطنين فرنسيين عالقين في مقاطعة ووهان، بسبب الإجراءات الوقائية التي اتخذتها السلطات الصينية، حيث تخطط القنصلية العامة في الصين، بالتعاون مع السلطات المحلية، لتوفير حافلات لتمكين مواطنين فرنسيين وزوجاتهم وأطفالهم من الانتقال من ووهان إلى "مقاطعة تشانجشا".
يشار إلى وجود جالية كبيرة من الفرنسيين في ووهان حيث تمتلك مجموعة "بيجو ستروين" الفرنسية ومجموعة "رينو نيسان" مصنعين مشتركين مع شركة "دونج فينج" الصينية للسيارات.
كما اعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن الوزارة طلبت من الصين إجلاء المواطنين الأردنيين من المناطق المصابة بفيروس كورونا الجديد، وذلك بعد فرض السلطات هناك حجراً صحيا عليها، وأنها تتابع وتتواصل مع السلطات الصينية ومع أبنائنا بشكل مستمر، وعملية الإجلاء ستكون بعد موافقة السلطات الصينية التي فرضت حجرا صحيا على المدينة ومنعت الدخول إليها أو خروج أي أحد منها، وأنه لا إصابات بين المواطنين الأردنين، ونقوم بكل ما هو متاح. وأفادت كالة الأنباء الأردنية الرسمية، أنه وبتوجيهات من الملك عبد الله الثاني، سيجري إرسال طائرة لإخلاء المواطنين الأردنيين الموجودين في مدينة ووهان الصينية بأسرع وقت ممكن، حيث بدأت الجهات الحكومية المختصة بترتيب الإجراءات لذلك. وأضافت الوكالة أن "الحكومة حصلت على موافقة السلطات الصينية على عملية الإخلاء من المدينة التي فُرض عليها حجر صحي، وأن سفارة المملكة في بكين تتواصل مع السلطات الصينية والمواطنين الأردنيين لإتمام عملية الإخلاء في أسرع وقت ممكن".
كما دعت السفارة السعودية في الصين، مساء أمس السبت، رعايا المملكة إلى سرعة التواصل معها بهدف إجلائهم عقب انتشار فيروس كورونا بالصين ومقتل العشرات وإصابة المئات جراء تفشي الفيروس.
وفي مصر، أكد السفير ياسر محمود هاشم، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج، أن السفارة المصرية في بكين، تواصل متابعة أوضاع أبناء الجالية المصرية في ووهان ومقاطعة هوبي، من خلال التواصل المباشر معهم سواء تلفونياً أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، للاطمئنان عليهم وتقديم أي دعم ممكن لهم في ضوء قرار الحكومة فرض الحجر الطبي على المدينة بالكامل ووقف كافة وسائل النقل منها وإليها. واضاف فى بيان رسمي، أنه لا توجد أي حالات إصابة بين أبناء الجالية في المدينة أو في الصين، وأن السفارة قامت بتعميم عددٍ من البيانات على أبناء الجالية في المدينة بهدف حصر أعدادهم وجمع بياناتهم وتقديمها للسلطات الصينية، فضلاً عن الاتصال بالسلطات الصينية سواء في بكين أو ووهان للوقوف على أي مساعدة يمكن تقديمها للجالية.