بالرغم من ائتمانه على أدق تفاصيل حياة أسرته، واستضافته في منزله، فلم يشفع ذلك لياسين لدى صديقه وزميله في العمل "عاطف"، حيث استدرجه بدعوى مشاهدة مباراة كرة قدم في مسكن شقيقه بالمرج، وعقب وصوله باغته بالتعدي عليه، فأودى بحياته. أنهى "عاطف. س" حياة زميله "ياسين. ج. ك"، ووضع جثته داخل "جوال"، وأخفاها بمسكن شقيقه في المرج، ثم ساوم أسرته على دفع مبلغ مالي لإطلاق سراحه، وتظاهر بالحزن عليه، وظل يبحث عنه، حتى نجحت الشرطة في ضبطه وكشف الواقعة. "ياسين"، 26 سنة، الابن الأصغر لأسرة مكونة من الوالدين وأختين؛ على الرغم من أن والده ميسور الحال، فقد قرر الاعتماد على نفسه، فبمجرد الانتهاء من دراسته بالمعهد العالي للتكنولوجيا، التحق بالعمل في شركة بمدينة السلام، قبل نحو سنتين، تعرف الضحية على "عاطف. س"، المتهم، وبمرور الوقت توطدت العلاقة بينهما وأصبح لا يفارقان بعضهما. ائتمن الضحية صديقه المتهم على أسراره، وقربه من أسرته حتى أصبح بمثابة شقيقه، يوضح "مدحت. ع" أحد أقارب الضحية. يتذكر "مدحت. ع"، منتصف الشهر الماضي استضاف الضحية صديقه المتهم في منزله بقرية الصنافين، التابعة لمحافظة الشرقية، وبعد قضاء يوم، اصطحبه معه وتجول به في القرية يعرفه على رواد المقهى المجاور لمنزله. "عاطف دا أفضل أصدقائي في الشغل". في منتصف الثامنة صباحاً، توجه المجني عليه إلى عمله بإحدى الشركات بمدينة السلام، كعادته منذ عامين، يباشر أعماله، ثم يعود إلى مسكنه بدائرة قسم شرطة ثانٍ السلام في المساء، إلا أن السيناريو اليومي، تغير الأربعاء، قبل الماضي، بعدما استدراجه زميله إلى منطقة المرج، بدعوى مشاهدة مباراة كرة قدم. استغل المتهم تواجد شقيقه في مسقط رأسهما بإحدى قرى الصعيد، واصطحب المجني عليه. بينما الأخير منهمك في مشاهدة المباراة غافله المتهم، وباغته بالتعدي عليه، فأودى بحياته، واستولى منه على هاتفي محمول وبإرشاده تم ضبط الهاتفين، بحسب اعترافات المتهم في تحقيقات الشرطة. سارع المتهم بالاتصال بوالد الضحية من هاتف الضحية، وأبلغه بقيامه بخطف نجله، وطالبه بسداد مبلغ 350 ألف جنيه، مقابل إطلاق سراحه. لم يجد الأب ملجأ، إلا صديق ابنه "المتهم. أبلغه بما حدث علّه يدله على خيط يقودهم الى مكان تواجده أو المتورطين في اختطافه. تظاهر المتهم بالحزن على صديقه، ورافق والده أثناء تحرير محضر بالواقعة في قسم شرطة ثانٍ السلام، وظل طيلة خمسة أيام يبحث مع الأب المكلوم عنه في كل مكان. بصورة مفاجئة، عاد شقيق المتهم من بلدته بعد أربعة أيام، بمجرد دخوله المسكن اشتم رائحة كريهة من غرفة نومه، وتبين له وجود جوال مربوط، به آثار دماء وتنبعث منه تلك الرائحة، بفتح الجوال وجد بداخله جثة المجني عليه. توصلت جهود فريق البحث إلى أن وراء ارتكاب الواقعة "عاطف. س. م" 40 سنة، عامل، مُقيم دائرة قسم ثان السلام. بتقنين الإجراءات أمكن ضبطه وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة، وأقر بارتباطه بعلاقة صداقة بالمجني عليه، ووجود خلافات مالية بينهما، وقام على إثر ذلك باستدراج المجني عليه للشقة محل البلاغ بزعم مشاهدة مباراة كرة قدم، وعقب وصوله باغته بالتعدي عليه، فأودى بحياته في الحال.