صداقة تنتهي بجريمة قتل.. استدرجه لمشاهدة مباراة كرة قدم وطعنه حتى الموت

استدرج «عاطف» صديقه «ياسين»، حيث طلب منه في اتصال هاتفى أن يأتى له في شقته بشارع الباشا في عزبة النخل، ليشاهد معه مباراة كرة قدم، وبالفعل جاء الضحية في الموعد المحدد، ليطعنه صديقه بسلاح أبيض عدة طعنات أودت بحياته، وبعدها وضع الجثة في «جوال» بعد استيلائه على هاتفى محمول ومبلغ مالى من القتيل، فيما أبدى المتهم ندمه على جريمته أمام جهات التحقيقات قائلا: «قتلت أعز الناس».
التقت «المصرى اليوم» بعض شهود العيان والجيران، وقال سعيد الزينى، ابن صاحبة العقار الذي حدثت فيه الواقعة: «فوجئت بأحد الجيران يخبرنى بأن (وائل) شقيق (عاطف) مستأجر الشقة الجديد خرج من بلكونة الشقة يصرخ في الشارع (لقيت قتيل.. الحقونى)، وأن الجار شم رائحة بشعة تفوح في العمارة، وعندما دخل الشقة التي وقعت فيها الجريمة فوجئ بوجود شوال مربوط، وعليه آثار دماء».
وتابع «الزينى»: «طلبنا من شقيق المستأجر الاتصال بشرطة النجدة التي جاءت على الفور ومعها سيارة إسعاف لنقل (القتيل)، وأول ما حضرت المباحث شكت في شقيق المتهم بأن وراءه قصة، وبالفعل اقتادوه إلى قسم الشرطة».
وواصل حديثه قائلا: «والدتى أجرت المكان ل(عاطف) منذ قرابة الشهر والنصف بعدما حضر سمسار من المنطقة يبحث عن شقة للمتهم تصلح لعريس، وخلال الأيام القليلة التي قضاها معنا لم نشعر بوجوده، وكان يغيب عن الشقة باستمرار، حيث إنه قبل الواقعة بثلاثة أيام قال لوالدتى إنه مسافر، واحتمال أخوه يأتى أثناء إجازته للنوم في الشقة بعد رجوعه من الشغل».
وأوضح أن والدته تسكن في الدور الأرضى ولم تشم أي رائحة أثناء غيابه الثلاثة أيام، إلا عندما ظهر شقيق المتهم في الشقة، مؤكدا أنه خلال الثلاثة أيام لم ير أي غريب يدخل أو يخرج في العمارة.
وقال أحمد سعيد، أحد الجيران: «عزبة النخل من المناطق الريفية التي يعرف السكان فيها بعضهم البعض، ولم أر المتهم أو شقيقه في المنطقة قبل الحادث، وأغلب السكان من الفيوم والمنيا، ويعرفون الأصول ولا يتعدون بالقول ولا بالفعل على أحد، لذلك لم نسمع بمثل هذه الجرائم في منطقتنا خلال ال40 سنة اللى عشتها فيها». وعن حيلة المتهم لاستدراج الضحية في شقته لمشاهدة مباراة، أضاف سعيد: «ما حدش يعرف حاجة عن الموضوع ده، وحتى لما جه يمثل الجريمة أمام النيابة، الشرطة منعتنا من الدخول ولم نعرف تفاصيل ما جرى».
ونصح أحمد عرفات، أحد الجيران، أصحاب الشقق بالتحرى عن المستأجرين قبل تسكينهم، مستخدما المثل الشائع «الجار قبل الدار»، وقال: «ماينفعش أسكن حد جايبهولى سمسار هياخد منه قرشين وأنا معرفهوش».
تعود تفاصيل الواقعة عندما تلقى قسم شرطة المرج بلاغا بالعثور على شخص متوفى بعقار بدائرة القسم، بمناقشة المُبلغ «وائل. س»، 37 سنة، مُقيم بالعقار محل البلاغ قرر أنه حال عودته للشقة اشتم رائحة كريهة من غرفة نومه، وتبين له وجود جوال مربوط به آثار دماء وتنبعث منه تلك الرائحة، بفتح الجوال وجد بداخله جثة لشخص مجهول.
على الفور، تشكل فريق بحث بالتنسيق مع قطاع الأمن العام توصلت تحرياته إلى تحديد شخصية المجنى عليه «ياسين. ج»، 26 سنة، عامل بمصنع، وتم الإبلاغ بغيابه في قسم ثان السلام. كما توصلت جهود فريق البحث إلى أن وراء ارتكاب الواقعة شقيق المُبلغ «عاطف»، 40 سنة، عامل، مُقيم بدائرة قسم ثان السلام، وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وأوضح أنه صديق المجنى عليه وتوجد خلافات مالية بينهما، وأنه استدرج صديقه للشقة بزعم مشاهدة مباراة كرة قدم، وعقب وصوله باغته بالتعدى عليه فأودى بحياته واستولى منه على هاتفى محمول، وبإرشاده تم ضبط الهاتفين واتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة.