جبال سيناء.. قبلة لعشّاق التسلق وخوض المغامرات بين القمم الشاهقة والدروب الوعرة، يأتون من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بتجربة خاصة بين جبال سيناء. طبيعة خلابة، ورياضة ممتعة، جنوبسيناء أرض خصبة لممارسة الرياضة الطبيعية بجميع أنواعها، لما تتمتع به من بحر ورمال وجبال ووديان، لم يكن من قبل لرياضة تسلق الجبال بجنوبسيناء شأن حيث كان يقصدها السياح للاستمتاع بالبحر والطبيعة الجبلية، والتجوّل في رحلات سفاري داخل الصحراء والجبال، ولكن الآن أصبح لرياضة التسلق شأن عالمي، حيث يقصد محافظة جنوبسيناء آلاف السياح كل عام بغرض الاستمتاع بتسلق الجبال . سعيد خضر أبوشاويش، يعمل في مجال رياضة تسلق الجبال بجنوبسيناء، أكد أن ممارسة رياضة تسلق الجبال بالمحافظة لم يكن لها شأن، وكان يتم ممارستها خفية، ولكنها بدأت تظهر وتنتشر تدريجيًا منذ عام 1998 . وقال "أبوشاويش" إنه كان يعمل في رياضة الغوص بمدينة دهب عام 1998 مع صديقه الإيطالي "أنزو فراري" والذي لفت نظره إلى أن هذه الجبال التي تمتد بجنوبسيناء إحدى المقومات السياحية المهمة حيث يمكن استغلالها في رياضة قوية يعشقها الملايين من جميع أنحاء العالم، وهي رياضة تسلق الجبال، وفي الوقت الذي كان مشغولًا فيه الجميع باكتشاف الشواطئ والبحار للاستفاده منها في القطاع السياحي، اتجهت وصديقي نحو الجبال". وأضاف "بالفعل بدأنا في رحلة الاكتشاف والتعرف على نوعية الحجارة الموجودة بالجبال، وهل تصلح لممارسة رياضة التسلق أم لا ؟ وكان أول طريق البحث بوادي جني القريب من مدينة دهب، ولكن توقف البحث لعدم وجود المعدات الخاصة للتسلّق . وأوضح "عام 2002 استطعت أن أجمع بين جميع الرياضات التي تعلمتها بين جبال سيناء وبحارها لكي أصبح بارعًا في رياضة التسلق وقمت بالتواصل مع عدد من الشخصيات المختلفة من أنحاء العالم كما قمت بشراء جميع المعدات الخاصة برياضة تسلق الجبال، وبدأت في رحلة جذب السياح، ولفت أنظارهم إلى هذه الرياضة" . وتابع "قُمت باستضافة مدربين عالميين في رياضة التسلّق لتدريب شباب من بدو سيناء، ومقيميها ليصبحوا روادًا في هذا المجال، والآن أصبح لدينا 5 روّاد من متسلقي الجبال بجنوبسيناء". وأضاف أنه "يتم الآن ممارسة رياضة تسلق الجبال بوادي جني التابع لمدينة دهب حتى الوصول إلى منطقة سانت كاترين وغيرها من الجبال، وأصبح الآن لدينا أكثر من 25 طريقًا في وادي جني فقط للوصول إلى العديد من قمم الجبال" . وأكد أن رياضة التسلق ساعدت على إظهار ما تتمتع به جنوبسيناء من مقومات طبيعية ليس لها مثيل في العالم، حيث يوجد بهذه الجبال خليط من أنواع الحجارة التي تتناغم مع المتسلق. وأوضح إقبال آلاف السياح على ممارسة رياضة التسلق بجنوبسيناء، من مختلف جنسيات العالم، حيث ينظرون إلى رياضة التسلق كمتعة خاصة بالطبيعة الجبلية، إضافة إلى فوائدها البدنية والذهنية، وتقوية عضلات القلب. وأكد "سعيد" أن رياضة تسلق الجبال سياحة واعدة، ستُساهم في وضع اسم مصر في أطلس الشرق الأوسط لتسلق الجبال.