قررت السلطات اليابانية توقيف كارلوس غصن رئيس شركة "نيسان موتور" لاتهامه بالتورط في مخالفات مالية، وهو ما يهدد بإقالة غصن رئيس تحالف "رينو-نيسان-ميتسوبيشي" الذي يضم 3 شركات سيارات هي اليابانيتين "نيسان موتور" و"ميتسوبيشي موتورز" والفرنسية "رينو" في ظل تغييرات غير مسبوقة تشهدها صناعة السيارات العالمية بحسب وكالة بلومبرج للأنباء. يذكر أن غصن 64 عاما هو مهندس التحالف القائم من نحو عشرين عاما بين شركات السيارات الثلاث. وفي حين سيظل غصن رئيسا تنفيذيا لشركة "رينو" الفرنسية، أكدت "نيسان" أمس الاثنين أن مجلس إدارتها سيجتمع يوم الخميس المقبل لفصله من منصبه كرئيس لمجلس إدارة الشركة. من ناحيتها تقدمت الشركة باعتذار، من خلال بيان أصدرته قبل التوقيف، حيث قالت الشركة في البيان إنها "تتقدم بأسفها الشديد لتسببها في قلق كبير لحاملي الأسهم وأصحاب المصالح، سنواصل عملنا لتحقيق الانضباط والأمور المتعلقة بالامتثال، واتخاذ التدابير المناسبة". أعلنت شركة "نيسان موتور" اليوم الاثنين أنها تعتزم عزل رئيسها كارلوس غصن بعد ثبوت تورطه في "سلوك مشين". ووفقا لبيان الشركة اليابانية فإنها أجرت على مدار الأشهر الماضية تحقيقا داخليا طال غصن والمسؤول في الشركة جريج كيلي. وفضلا عن كونه رئيسا لشركة نيسان - التي تمتلك أكبر مصنع للسيارات في بريطانيا في سندرلاند - يشغل غصن أيضا منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة رينو الفرنسية ورئيس شركة ميتسوبيشي موتورز. كما أنه يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لتحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي موتورز الاستراتيجي من ناحيته قال هيروتو سايكاوا" الرئيس التنفيذي لشركة "نيسان" إن "التحالف (الثلاثي) لن يتأثر بهذه الحادثة"، مضيفا أن مجالس إدارة الشركات الثلاث الأعضاء في التحالف ستعمل معا بصورة أوثق. في الوقت نفسه، فإن خروج "غصن" البرازيلي المولد من قيادة الشركة اليابانية يحرمها من قائد مخضرم ويأتي في أعقاب سلسلة من التغييرات المفاجئة التي شهدها قطاع صناعة السيارات في العالم بما في ذلك تعيين رؤساء تنفيذيين جدد لمجموعة "فولكسفاجن" الألمانية و"أودي" الألمانية وكذلك "دايملر" الألمانية و"فيات كرايسلر" الإيطالية الأمريكية. واستمد "كارلوس غصن" شهرته من نجاحه في إنقاذ "نيسان" من الانهيار قبل عامين، ثم نجاحه في توسيع وجود سياراتها في العالم. وعن المخالفات المالية المتهم بها "غصن" قال "نيسان" في بيان إن "غصن كان يقلل من قيمة عائداته في الأوراق الرسمية"، وأنها "عثرت على العديد من الأفعال الهامة الأخرى من سوء السلوك" بما في ذلك "الاستخدام الشخصي لأصول الشركة". وأضافت: "تعتذر نيسان بشدة عن التسبب في قلق كبير لمساهمينا وأصحاب المصالح لدينا". وقالت الشركة إنها قدمت معلومات إلى مكتب المدعي العام الياباني وستواصل القيام بذلك.
