"محبوسين في البيت".. مصراوي يحاور "الطفل الباكي" وأسرته

تواصل مصراوي، مع الطالب محمد أحمد صالح، صاحب الفيديو الشهير على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والمعروف ب"الطفل الباكي"، وأسرته، التي روت واقعة تصويره داخل فصله بأحد مدارس محافظة القاهرة ، وتوسله لمعلمته للسماح له بالعودة إلى منزله لينام "ربع ساعة فقط".
وقال الطالب إنه كان مصابًا بكسر في ساقه منذ فترة، ولا زالت تؤلمه، لذا شعر بالألم أثناء وجوده في الفصل وطلب من معلمته إعادته إلى منزله، أو طلب والده ووالدته للحضور، إلا أن توسلاته لاقت استهزاءً من الحاضرين: "أنا رجلي كانت مكسورة ومتجبسة، لما وقعت من على السلم، وكانت وجعاني أوي، فقعدت اتحايل عليهم في المدرسة يمشوني وأقولهم هاتولي بابا وماما مارضيوش وقعدوا يتريقوا عليا".
وأوضح الطفل أنه لا يرغب في الذهاب للمدرسة مرة أخرى: "أنا مش هروح المدرسة تاني وهقعد مع إخواتي في البيت".
وقال أحمد صالح والد الطفل، صاحب ورشة نجارة بمنطقة شبرا مصر، إنه فوجئ باتصال من أصدقائه يقولون إن هناك فيديو على "فيسبوك" لابنه يبكي: "قالولي الظاهر ابنك ضربوه في المدرسة"، وحينما طلب من أحدهم إرسال الفيديو أصيب بالصدمة: "اتصدمت لما شوفت الفيديو وحزنت على ابني، ولما شوفت التعليقات حزنت أكتر، إزاي يعملوا كدا في عيل عنده 6 سنين، هو مفيش إنسانية ولا رحمة!"
وأضاف ولي الأمر، أنه لن يترك حق ابنه: "اللي صور ابني وبهدله وخلى بتوع الفيسبوك يتريقوا عليه مش هسيبه"، مؤكدًا أنه لن يدع ابنه يذهب للمدرسة مرة ثانية: "مش هودي مدارس حكومة تاني، هحوله مدرسة خاصة حتى لو هشحت عليه".
واستطرد: "الواقعة أثرت على أسرتي، الناس في الشارع ماسكين مراتي تريقة، كل شوية يقولولها ربع ساعة يا حاجة، قفلت بيتي وقعدت من الشغل وكافي خيري شري، كتر خير اللي عمل فينا كدا".
وقال صالح: "اللي الوزارة تعمله تعمله، هما كلموني وهشوفهم النهارده لكن أنا مش مهتم، أنا هنقل ابني مدرسة خاصة، وهجيبله حقه بنفسي، اللي حصل مع ابني قلة أدب وقلة إنسانية ورحمة".
وتداخلت أم أيمن والدة الطالب محمد، في الحديث، باكية: "فرحتي اتكسرت بدخول ابني الصف الأول الابتدائي بعدما شوفت الفيديو المسيء له".
وتابع: "من ساعة ماشوفت الفيديو مش مبطلة عياط، فيه حد يمسك طفل يصوره وهو بيعيط ويستهزأ بيه، المدرسين والطلبة اتريقوا عليه، بدل مايطبطبوا عليه ويشوفوا إيه اللي واجعه؟"
وأوضحت ولية أمر الطالب، أن محمد أصيب بكسر مضاعف في ساقه وأجريت له عملية تدبيس قبل ثلاثة أشهر، ويشكو من ألم في ساقه.
وقالت إن محمد له شقيقان، أحدهما يدعى أيمن في الثانوية العامة، والثاني هاني في المرحلة الإعدادية، وتخشى من اشتباكهما مع أحد الجيران بسبب الاستهزاء: "خايفة أيمن يعمل مشكلة مع حد، لأن العيال في الحتة بيتريقوا علينا وبيقولوا له فين أمك الحاجة، حبست عيالي وماودتهمش المدرسة وربنا يستر، وعمهم وأهلنا جايين يقعدوا معانا لاحسن نقع في مشكلة مع الجيران".
وأضافت: "إحنا مكسور نفسنا من اللي شوفناه سواء في الفيديو أو التريقة من الناس، قعدت اتحايل على محمد من امبارح علشان يروح المدرسة، وصحيته الصبح ولبسته وقعدت اضحك معاه، بس هو مصمم مايرحش بعد ماسابوه يعيط، وكره المدرسة".
وقال أحمد خيري، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، إن الوزارة توصلت إلى ولي أمر الطالب، وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة حيال الواقعة، مؤكدًا أن الوزارة تعمل على تصحيح سلوكيات المعلمين، سواء باتخاذ الإجراءات القانونية بالإيقاف أو التحقيق، أو التدريبات، مشيرًا إلى أن بعض السلوكيات لا تتغير بين يوم وليلة، ولا بتغيير مدير إدارة أو وزير، ولكن من خلال تدريب المعلمين.
وطالب المجلس القومي للأمومة بوقف تداول الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتحقيق في الواقعة.
وكان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، إصدر قرارًا بمنع استخدام الهاتف المحمول داخل المدارس سواء بالنسبة للطلاب أو المعلمين.