بين السماء والأرض.. مهمة حصاد "البلح" في المرازيق (فيديو وصور)

تصوير- أحمد جمعة:
فيديو- محمود حمد الله:
لا يعرف عربي عوض سوى الفلاحة، منذ 35 عامًا بدأها صغيرًا، التصق بالأرض وأحّب المهنة، تلّمست أياديه ثمار عِدة، غير أن لموسم حصاد البلح مكانة مختلفة بداخله.
في مزرعة بمنطقة المرازيق في محافظة الجيزة، يتجمع العمال لجني البلح، تتوزع المهام عليهم، بين من تبدأ أعماله "من فوق" حيث يصعد النخل، وآخرون يلتقطون الثمار من مكانهم في الأرض.
على مراحل مختلفة ينضج البلح على أفرع النخيل المترامي في مزرعة المرازيق.
اعتاد عربي ورِفاقه على حصد الثمار خلال شهر أكتوبر من كل عام، لكن ارتفاع درجات الحرارة غيّر من الأمر.
حاليًا تبدأ أعمال الحصاد في شهر سبتمبر داخل مزرعة بمنطقة المرازيق.
يتفحص عرابي النخيل المتراص "النخلة النيّة بنسيبها" فيما تبدأ أعماله تجاه الناضج ثمارها.
يتسلّق عرابي والعاملون معه النخيل بانسيابية، فقط يعقدون حبلًا حول خصرهم ثم يصلون إلى قمة النخيل.
حيث يتّدلى البلح يصل عرابي مُعلقًا هو الآخر في الهواء، تتشبث أقدامه بجسد النخيل لمحاولة الثبات، وفي يديه يحمل سكينًا مُتخصص لقطع الثمار.
أوعية قماشية تُثبت على قامة النخيل، يبسطها الفلاحون في انتظار أن يقطع عرابي شتلات البلح، فيتساقط الثمار من أعلى ويتلقفها القماش برفق.
في الأرض ينتظر العاملون رزق سماء النخيل، يحمل البعض الأوعية الممتلئة بالثمار الأصفر الطازج استعدادًا لعملية الفرز.
في عملية يتولاها اثنان، يحمل أحدهما أفرع البلح، بينما يُمسك الآخر أداة بسيطة لجرد البلح داخل "المقطف".
لا تنتهي أعمال حصاد البلح بمجرد استقرار الثمار في المقاطف أو الصناديق البلاستيكية.
مرحلة جديدة يخوضها العاملون بالمزرعة تٌعرف باسم "المنشر"
على مفرش بلاستيكي شفاف اللون، تُفرد ثمار البلح ويبدأ الفلاحون كبار وصغار في عملية الفرز.
يتبينون الثمار الجيدة ويضعونها في أوعية، أما غير الصالحة فيتم لفظها.
بينما يوجد طريقة ثانية من خلال ترك الثمار في الشمس وتقليبه حتى يُصبح "عجوة" خلال أيام.
هناك عمال يتواجدون داخل المزرعة لكن لا يشتركون في المهمة من أولها لآخرها، يشاهدون مراحل التقاط البلح وفرزه في انتظار أن تُحمّل عرباتهم به.
تُحّمَل "المقاطف" والصناديق البلاستيكية على عربات بسيطة (كارو) ثم تتجه نحو الأسواق التجارية.
رغم انشغال الفلاحون داخل المزرعة بمحاصيل عدة على مدار السنة لكن البلح يعتبرونه "أكل عيشهم".
يسعد عرابي ورفاقه كلما حّل موسم حصاد البلح، ينتظر أن يرى ما صنعه النخيل خلال حوالي ثمانية أشهر.
لم يُعلِم أحد عرابي كيف يصعد النخيل، كيف يتعامل معها ويحصد ثمارها، كأنه شيء له جذور داخله اكتشف الأمر حين تسلقّها أول مرة "ودلوقتي وّلفت على النخل خلاص".
لمشاهدة الفيديو: