نفى مهندس، شارك في المناقشات التي جرت في وقت سابق من هذا العام حول سلامة الجسر المنهار في مقاطعة جنوة الإيطالية، أحد التقارير الإعلامية المدوية التي ادعت أن الحكومة وشركة "أوتوسترادى بير ليطاليا" العاملة في إدارة وصيانة الطرق السريعة كانتا على علم منذ أشهر بالأخطار التي تواجه الجسر. وحصلت صحيفة "لو إسبرسو" الأسبوعية الإيطالية على محضر اجتماع عقد في الأول من فبراير في مقر الحكومة الإيطالية في روما ، حيث ذكرت شركة "أوتوسترادى بير ليطاليا" أن بعض دعائم الجسر قد تضررت بنسب تتراوح بين 10 و 20 في المئة. وعلى الرغم من ذلك ، لم تفكر الحكومة ولاالشركة على الإطلاق في ضرورة الحد من حركة المرور ، وتحويل مركبات نقل البضائع الثقيلة ، وتشغيل حركة المرور في مسار واحد بدلا من مسارين، وخفض الحد الأقصى للسرعة "للحد من الضغط على الجسر"، حسبما أفادت الصحيفة. لكن أنطونيو برينتشيك، أستاذ الهندسة بجامعة جنوة وأحد الخبراء الذين شاركوا في المناقشات التي أوردتها لو إسبرسو، ابدى رأيا معارضا لهذه الرواية عن الأحداث. وفي تصريحات هاتفية مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، قال برينتشيك إن الصحيفة نشرت "رواية مضللة". وأكد برينتشيك أن شركة "أوتوسترادى بير ليطاليا" نوهت في الاجتماع إلى تآكل الفولاذ المستخدم في الكابلات المغلفة بالخرسانة المثبتة على دعامتين من الدعائم الثلاثة للجسر. لكن التآكل كان أقل "في حدود 8 إلى 15 في المئة". وقال البروفيسور إن خبراء شركة "أوتوسترادى بير ليطاليا"، الذين نفذوا قياسات على الجسر، أكدوا للحاضرين أنه على الرغم من هذا الضرر، فان استقرار الجسر لم يكن في خطر ولم تكن هناك حاجة لقيود على حركة المرور. وأضاف برينتشيك "رأينا الوثائق ، سمعنا من شركة "أوتوسترادى بير ليطاليا" أن الجسر آمن على الرغم من التدهور ، وسمعنا أنهم كانوا يخططون لأعمال تقوية ، ومن ثم قمنا بتقييم إيجابي للمشروع". وكان المشروع الذي نوقش في اجتماع الحكومة هو تجديد كابلات الرفع المثبتة على اثنين من الدعائم الثلاثة لجسر موراندي بقيمة 20 مليون يورو (8ر22 مليون دولار)، حيث كانت الشركة تخطط لأعمال التجديد هذه في وقت لاحق من هذا العام. وقد انهارت أحد أعمدة الجسر المستهدفة ضمن أعمال التجديد يوم الثلاثاء، ولقي 43 شخصا حتفهم نتيجة هذا الحادث. أما الدعامة الثالثة لجسر "موراندي" فقد تم تجديد كابلات الرفع الخاص به في التسعينيات ، ولم يكن من المقرر إصلاحها.
