خطبة الجمعة: جوانب إنسانية في خطبة "حجة الوداع" للرسول

نشرت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم والتى حملت عنوان"الجوانب الإنسانية في خطبة حجة الوداع"، وأكدت وزارة الأوقاف على جميع الأئمة الالتزام بنص الخطبة أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى.
وأكدت الوزارة فى بيان لها ثقتها فى سعة أفق أئمتها العلمى والفكرى، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوى، مع استبعاد أى خطيب لا يلتزم بموضوع الخطبة.
جاء في نص الخطبة أنه لا شك في أن خطبة حجة الوداع تُعد أول وثيقة وإعلان عالمي للحفاظ على حقوق الإنسان، لما اشتملت عليه من قيم إنسانية تحفظ للإنسان كرامته، وتحقق له امنه وسلامته، فقد وقف النبي (صلى الله عليه وسلم) في جمع من الصحابة في لقاء مشهود بين أمة وروسلها، وهو يستشعر مع كل حرف من كلماته دنو اجله بعد هذة المناسك، ليضع اللمسات الاخيرة لدستور المسلمين الإنساني.
فكانت خطبة رسول الله يوم عرفة في حجة الوداع، فقال فيها (أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير. أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا، أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها).
فمن هذه الجوانب الإنسانية، ترسيخ مبدأ المساواة والكرامة الإنسانية بين الناس جميعًا، كحق أصيل للإنسان يحفظ كرامته في المجتمع الذي يعيش فيه، فجعل النبي معيار التفاضل هو التقوى والعمل الصالح، فالبشرية كلها سواسية دون تمييز طبقي، أو تعصب قبلي، فمبدأ المساواة بين الناس مبدأ شرعي، وقيمة إنسانية تحقق التوازن في الأسرة والمجتمع.
ومن هذه الجوانب الإنسانية التي أرستها خطبة حجة الوداع حرمة الدماء والاموال والأعراض، فرسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم النحر فقال (يا أيها الناس أي يوم هذا قالوا يوم حرام قال فأي بلد هذا قالوا بلد حرام قال فأي شهر هذا قالوا شهر حرام قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا فأعادها مرارا ثم رفع رأسه فقال اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت قال ابن عباس رضي الله عنهما فوالذي نفسي بيده إنها لوصيته إلى أمته فليبلغ الشاهد الغائب لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض).
فما أحوجنا إلى الاقتداء برسول الله (صلى الله عليه وسلم) خاصة في الجوانب الإنسانية التي لم تعرف الدنيا لها مثيلًا لتستقيم حياتنا، فلقد كانت بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) مفعمة بالفضائل الإنسانية ومكارم الأخلاق.