ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي جريمة جديدة في قرية النبي صالح بالضفة الغربيةالمحتلة، اليوم الأربعاء، حيث أطلق الجنود الإسرائيليون 3 رصاصات نحو الشاب الفلسطيني عز التميمي ليلحق بركب الشهداء الفلسطينيين. أطلق الجنود الإسرائيليون الرصاص على صاحب الواحد وعشرين عامًا من مسافة تقل عن المترين، وبحسب وكالات محلية فلسطينية، أصابوه بثلاث رصاصات في الرقبة ومنعوا أهالي القرية من إسعافه أو نقله إلى مستشفى. كما اعتدى الإسرائيليون على كل من حاول تقديم أي مساعدة للتميمي، واصطحبوه معهم في سيارة عسكرية "جيب" وظل معهم لساعات حتى الإعلان عن استشهاده. جاء ذلك في يوم رفضت فيه سلطات الاحتلال الطعن المقدم من أيقونة العائلة عهد التميمي، لتبقى المراهقة الفلسطينية (17 عامًا) في سجون الاحتلال عقب اعتقالها لصفعها جندي إسرائيلي اقتحم باحة منزلها. وشيع المواطنون في محافظة رام الله والبيرة، مساء اليوم، جثمان الشهيد التميمي، وانطلق موكب التشييع من أمام مجمع فلسطين الطبي في رام الله إلى منزل عائلته في قرية النبي صالح، حيث عمّت أجواء من الحزن. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن ما قامت به قوات الاحتلال في النبي صالح كان "إعدامًا" للشاب عز التميمي. وأضافت أن المشيعين حملوا جثمانه على الأكتاف "وجابوا به شوارع القرية، مرددين الهتافات الغاضبة والمنددة بجريمة الاحتلال ثم أدوا عليه صلاة الجنازة عليه في مسجد القرية". قالت والدته للوكالة إن ابنها كان هدفًا للاحتلال، مضيفة أنه اعتقل عدة مرات من قبل جيش الاحتلال وأصيب في مواجهات سابقة وأن "جنود الاحتلال اقتحموا المنزل عدة مرات للبحث عنه وهددوا بتصفيته أمام أعيننا". ولم تسلم الجنازة أيضًا من مضايقات الاحتلال حيث تم احتجاز الموكب على أحد الحواجز العسكرية في شمال رام الله وتم إغلاق الطرق المؤدية إلى قرية النبي صالح، ونصب الجيش الإسرائيلي حواجزه أمام المدخل الرئيسي للقرية. ومن جانبه صرح المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت جريمة فظيعة بعدما "أعدمت الفتى عز عبد الحفيظ التميمي في قرية النبي صالح"، ويدل ذلك على "مدى التدريب والخبرة الطويلة التي يمتلكها جنود الاحتلال في إراقة الدماء وقتل المواطنين العزل من أبناء شعبنا". وأضاف في بيان رسمي أن "مشهد الجريمة المصور الذي انتشر بصورة واسعة وتناقلته الوكالات ووسائل التواصل الاجتماعي في بلادنا والعالم، هو مشهد تقشعر له الأبدان ويذكر بالعصور التي ساد فيها أكلة لحوم البشر". وطالب المحمود المجتمع الدولي بالخروج من (حالة الصمت التي ما زال يلتجئ إليها إزاء فظائع الاحتلال وجرائمه ضد شعبنا وأرضنا). وأوضح المتحدث الرسمي أن دعم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "الفاضح لكيان الاحتلال والصمت الدولي يشجع الاحتلال على اقتراف مزيد من الجرائم بحق أبناء شعبنا". وتابع المتحدث "حسب الفطرة الإنسانية يفترض في كل من شاهد هذه الجريمة أن يدفعه ضميره إلى الانتصار إلى أخيه الإنسان". لكن ذلك لم يحدث حينما نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية مقطع لمكان الجريمة ودماء الشهيد الفلسطيني على الأرض، حيث كان أغلب المعلقين من الإسرائيليين مهللين لقتل الشاب الفلسطيني. جاء عنوان الصحيفة العبرية على حسابها بموقع فيسبوك "مقتل فلسطيني بالرصاص بعد إلقاء الحجارة على جندي إسرائيلي". ويبدو أن إلقاء الحجارة كان بالنسبة للمعلقين سببًا كافيًا لإطلاق الرصاص نحو رقبة التميمي. كان أكثر التعليقات جذبًا للتفاعل هو لشخص يدعى هاريل راي، ويعيش في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكتب "أتمنى أن يكون تألم قبل الموت". بينما جاء التعليق الثاني ل"ماورين موزي" الذي كتب: "أيها الفلسطينيون توقفوا عن إثارة هلع الأطفال، لماذا ليسوا في المدارس في هذا الوقت من اليوم. ماذا يريدون هناك". وجاءت أغلب التعليقات الأخرى مثل: "جيد يا جيش إسرائيل"، "لا تلقوا الحجارة"، و"يعلمون ما سيحدث لهم لو حاولوا إلقاء الحجارة، عليهم التوقف عن ذلك". وكتب آخرون "أخبار عظيمة"، و"مسألة وقت وسيتوقف الإرهاب".