جدل في الهند حول صفقة الرافال الفرنسية بسبب مصر وقطر

تشهد الهند حالة من الجدل بسبب صفقة مقاتلات الرافال من فرنسا عام 2016، والتي بموجبها استلمت نيودلهي 36 مقاتلة بقيمة تضاهي 7,8 مليار يورو.
وخرجت مظاهرات فى العاصمة الهندية نيودلهي، الأسبوع الماضي، ضد الصفقة، مطالبة الحكومة بإيضاحات بعد جدل استمر نحو عام ونصف حول الشروط المالية للعقد.
وبعد مفاوضات طويلة وقعت الهند، في سبتمبر 2016، صفقة لشراء 36 طائرة رافال فرنسية بقيمة تضاهي 7,8 مليار يورو، في أول صفقة كبيرة تبرمها الهند منذ عقدين لشراء طائرات حربية.
"البرلمان الهندي يسأل"
وتقدم البرلمان الهندي، أمس الجمعة، بطلب استجواب إلى رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي، بعد اتهام الأخير بأن الصفقة "غير شفافة" وباهظة الثمن مقارنة بما أبرمته شركة داسو المصنعة مع كل من مصر وقطر.
وقال البرلماني الهندي توم فداكان إن تكلفة الصفقة "مرتفعة" مقارنة بالأسعار التي دفعتها دول مثل مصر وقطر، ويجب على حكومة مودي أن تجيب عن المكان الذي ذهبت إليه أموال الشعب.
ووقعت القاهرة وباريس في فبراير 2015 صفقة لشراء 24 طائرة رافال إلى مصر من إنتاج شركة داسو الفرنسية للطيران، وسفن حربية متعددة المهام تصنعها مجموعة الصناعات البحرية (دي سى ان اس)، والتي بلغت قيمتها 5.2 مليار يورو.
وقال البرلماني الهندي إن حزبه كان يثير القضية خلال الأيام الثلاثة الماضية. ولكن "لم يسمع أي كلمة من الحكومة أو حزب "بهاراتيا جاناتا" ردا على ذلك"، وذلك حسبما أفادت صحيفة "تايمز أوف انديا" الهندية.
كما وصف نواب مفاوضات وزير الدفاع الهندي السابق مع الجانب الفرنسي بالغامضة، مضيفين أن تكتيكات حكومة مودى حول صفقة رافال؛ تركت أسئلة، أكثر من الإجابات، فضلًا عن اتهامات بالتساهل في الأمن القومى والمصالح الوطنية.
"الحزب الحاكم يرد"
على صعيد آخر، رفض حزب بهاراتيا جاناتا - الحزب الحاكم في الهند - اتهامات البرلمانيين، وقال وزير النقل والطرق السريعة الهندي، نيتين جادكاري إن تصريحات البرلمانيين المعارضين "غير مسؤول ومعاد وطني" للادعاء بالفساد في صفقة قيمتها 7.5 مليار يورو مع فرنسا.
بحسب بيان حزب بهاراتيا جاناتا، تسعى المعارضة إلى نشر "الأكاذيب والارتباك" لتضليل الأمة، "من غير المسئول والمعادي أن تصدر مثل هذه المزاعم".
"زيارة ماكرون"
وبدأ الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، اليوم السبت، زيارة رسمية إلى الهند تمتد ل3 أيام، وبرفقته وفد رسمى يضم عدد من الوزراء ورجال الأعمال الفرنسيين، لبحث سبل التعاون وتعزيز العلاقات بين البلدين فى إطار الانفتاح على العالم الخارجى الذى تسعى إليه قيادة الدولتين الأوروبية ونظيرتها الآسيوية، وذلك حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي ستواصل تعبئة الفرنسيين الذين يأملون باقناع الهنود بشراء مروحيات من طراز "بانتر" تصنعها مجموعة ايرباص ومزيد من مقاتلات رافال من مجموعة "داسو" اضافة إلى مجموعة جديدة من الغواصات.
"ماكرون يرد"
وأجرت صحيفة "بيزنس توداي" الهندية مقابلة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للرد على الجدل الدائر في الأوساط المحلية حول صفقة مقاتلات الرافال.
وأكد ماكرون صفقة الرافال كانت مكسبا لكل من فرنسا والهند، مضيفًا أن الحكومة الهندية تفاوضت بشكل جيد للغاية وحافظوا على المصالح الوطنية للهند، على الرغم من عدم مشاركتي كجزء في المفاوضات.
واستكمل: "أنا لست جزءًا من الحياة السياسية الداخلية في الهند، لكني أعتقد أن حكومة مودي دافعت جيدًا عن مصالح البلاد، وليس فقط من وجهة نظر اقتصادية أو صناعية ولكن أيضًا وجهة نظر استراتيجية".