قادت "حقيبة جلدية" شاهدها طفل بحوزة المتهم بقتل مدرس لغة انجليزية وحرق جثته بمنطقة الدويقة، جنوبالقاهرة، رجال الشرطة إلى التوصل لهوية المتهم والقبض عليه، حيث انشغل الجميع بإطفاء النيران التي نشبت في شقة بأحد عقارات مساكن الدويقة، لكن المتهم يختبئ وسطهم وفاته أن يخفي حقيبة جلدية ملك المجني عليه. وكشفت مباحث القاهرة تفاصيل الواقعة التي بدأت مساء الخميس الماضي، إثر بلاغ نشب داخل شقة في عقار بمنطقة الحرفيين في مساكن الدويقة، فانتقلت سيارات الإطفاء، وأخمدت النيران، لكنها عثرت على جثة قاطنها متفحمة بالكامل ويدعى "حسن م" 67 سنة، "قعيد". ودلت التحريات وروايات شهود العيان أن المتوفى مدرس لغة انجليزية، كان يقيم بمفرده، ويعاني عجزًا جزئيًا بساقه اليسرى، وليس لديه خلافات مع أحد، ويعطي الدروس الخصوصية لأطفال المنطقة، ولم يعلل الشهود سبب نشوب الحريق، فتحرر محضر بالواقعة. وأثناء جمع التحريات رأى أحد الأطفال ممن يحصلون على درس خصوصي بشقة المجني عليه، الحقيبة الجلدية، بيد المتهم " محمد ص" وشهرته "كلوب" فألقت الشرطة القبض عليه، وبمواجهته بالتحريات أقر بارتكاب الواقعة. وأمام جهات التحقيق قال المتهم إنه علم بإقامة المجني عليه بمفرده اثناء تردده على العقار الذي يقطن به المجني عليه برفقة "زكريا م م" 58 سنة، صاحب مغسلة، لتسليمه بعض الملابس الخاصة به، وعلم باحتفاظ المجني عليه بمبالغ مالية بالشقة فخطط لارتكاب الواقعة. أضاف المتهم أنه توجه لمنزل المجني عليه وطرق على باب شقته، وأخبره بأنه "زكريا" المكوجى، وادعى سقوط "حمامه زاجلة" ملكه داخل شرفة الشقة وطلب منه السماح بالدخول لإحضارها، وعندما فتح له المجني عليه الباب دفعه وأسقطه أرضاً وشل حركته وخنقه بيديه حتى تأكد أنه فارق الحياة فقام بنقله إلى غرفة النوم واستولى على المسروقات. وتابع المتهم أنه أحضر أنبوبة بوتاجاز من داخل الشقة، ووضعها بالغرفة وفتحها لتسريب الغاز وأحضر مجموعة من الملابس ووضعها حول جثة المجني عليه وأشعل النيران بها حتى تأكد من اشتعال النيران بالجثة. "عشان اخفي الجريمة.. وأضلل الشرطة.. والناس تفتكر إن الوفاة طبيعيىة".. كانت تبريرات المتهم، أمام جهات التحقيق، بإشعاله النيران في الجثث عقب سرقتها وقتلها. أقر المتهم أيضاً بتفاصيل ارتكاب واقعة مماثلة في نفس العقار حيث سرقة وقتل وحرق جثة "عامل مسن" في 30 يونيو 2017، مستغلاً نفس ظروف المجني عليه الأخر وإقامته بمفرده داخل الشقة. وقررت نيابة حوادث غرب القاهرة الكلية، برئاسة المستشار محمد أبو المعالى، وإشراف المستشار عبد الرحمن شتلة المحامى العام الأول للنيابات، حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وكلفت النيابة الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، بسرعة التحريات حول الواقعة.