تعيش أسرة الشهيد رقيب شرطة "سامح عبده البطاوي"، الذي استشهد منذ 5 أشهر هو و18 من رجال الشرطة والقوات المسلحة، أثناء أدائهم واجبهم الوظيفي والوطني بسيناء، مأساة حقيقية. ترك الشهيد خلفه أسرة مكونة من 5 أفراد، "الزوجة وأربعة من الأبناء"، ولم يترك لهم أي شيئ سوى منزل في مدينة العريش -تركته الأسرة عقب استشهاده- ومعاش بسيط لا يتخطي 350 جنيها، لا يكفي أي متطلبات للأسرة. "تركني أواجه مصاعب الحياة بمفردي"، هكذا بدأت "هبة" زوجة الشهيد "سامح" حديثها ل"مصراوي"، والدموع تملأ عينيها، قائلة "تركنا كل شئ خلفنا عقب استشهاد زوجي، ولم يترك لنا الشهيد سوى المنزل الذي كنا نسكن به، وسيرته الحسنة والعطرة". وتضيف زوجة الشهيد: "زوجي باع نصيبه في ميراث والده لأشقائه، لكي يشتري لنا منزلا في العريش بجوار محل عمله، حيث كان يعمل بمديرية أمن شمال سيناء، ووضعنا كل أموالنا في ذلك المنزل الذي تركناه خلفنا وأصبحنا بلا سكن". وتابعت زوجة الشهيد: "حاولت كثيرا بيع منزل الأسرة في العريش، ولم أجد له مشتر، نظراً للظروف الأمنية، وأعيش عالة على أشقاء زوجي، أسكن معهم أنا وأبنائي الأربعة في حجرة واحدة داخل منزلهم بقرية مشتهر بمدينة طوخ. وأكدت زوجة الشهيد، أنها لم تحصل سوى على مبلغ قدره 350 جنيهًا فقط معاش زوجها الشهيد، قائلة: "هل هذا هو تقدير الشهيد في وجهة نظر الحكومة، وهل هذا المبلغ البسيط يكفي للإنفاق علي أبنائي الأربعة"، مشيرة إلى أنها أصبحت تفكر جديًا في إخراج أبنائها من التعليم، لأنها لم تعد بمقدرتها الإنفاق عليهم، حتى أصبحت لا تقدر على توفير الطعام لابنائها، لولا وقوف أشقاء زجها وإنفاقهم عليهم. "كلام المحافظ حبر علي ورق"، قالتها زوجة الشهيد بكل أسى وحزن، مضيفة أن اللواء محمود عشماوي محافظ القليوبية، وعدهم أثناء تقديم واجب العزاء بتوفير سكن لهم، ووظيفة لي لكي أستطيع أن أنفق على أبنائي، الذين لم يعد لهم أي مصدر للرزق، ولكن وعود المحافظ تبخرت، حتى عندما ذهبنا لمقابلته في مكتبه بديوان عام المحافظة، انتظرناه ساعات طويلة ولم نستطع مقابلته. وطالبت زوجة الشهيد بتوفير معاش لتستطيع على الإنفاق على أبنائها، بالإضافة إلى توفير سكن لها ولأبنائها، وتنفيذ المحافظ وعوده التي وعدهم بها. وطالب "طارق" شقيق الشهيد، الدولة بتوفير منزل ومعاش جيد لأسرة شقيقه الشهيد، قائلاً: "حالهم أصبح يصعب على الكافر"، ولم أعد بمقدرتي أن أنفق عليهم، نظرًا لأن راتبي ضعيف، مطالبًا محافظ القليوبية بتنفيذ وعده وتوفير سكن لهم. يشار إلى أن الشهيد الرقيب سامح عبده البطاوي من قرية مشتهر – مركز طوخ، استشهد ضمن شهداء الحادث الإرهابي الغاشم الذي شهدته منطقة العريش في شهر سبتمبر من العام الماضي، والذي استشهد فيه 18 من رجال الشرطة ورجال القوات المسلحة في سيناء.
