تصوير – محمد حسام الدين: كان يوم جمعة معتادا، فتح قرني معوض باب مسجد الفردوس مبكرا، نظف ساحته ورتب كراسيها المتراصة في آخرها، وجلس في غرفة صغيرة تخصه، أعد كوب من شاي ساخن، في انتظار إقبال المصلين من أهالي المنطقة، لكن مصيبة وقعت قبل إقامة الصلاة. ووقع ظهر اليوم، هجوما مسلحا على كنيسة مارمينا بحلوان، ما أسفر عن سقوط 8 ضحايا من الأقباط، وأمين شرطة، ومقتل أحد الإرهابيين المتورطين في الهجوم، والقبض على آخر. في حوالي الحادية عشر إلا ربع صباحا، سمع قرني صوت طلقات الرصاص بالخارج، لم يفهم منذ اللحظة الأولى ما يجري بالشارع، هرول نحو باب المسجد، رأى صاحب ال73 عاما مسلحا يتنقل بالشارع الذي يقابل المسجد، والذي يحوي كنيسة مارمينا، فيما تسمر من هول الفاجعة. المسلح يتحرك وسط الشارع في اتجاه الخروج منه، وراءه أناس لم يمسهم الخوف، تتبعوه رغم إطلاقه النار، قذفوه بالأحجار، قبل أن يختفي القاتل عن أعين خادم المسجد. في لحظات، دار بخلد قرني تفاصيل ما جرى بحادث مسجد الروضة بالعريش، والذي راح ضحيته 350 شخصا واُصيب اخرين. ارتجف جسد الرجل المسن "هو في حد مبيخفش، ده اللي ماسك السلاح بيخاف"، لا يفهم الرجل الذي يعمل بالمسجد منذ 6 سنوات جدوى للقتل، توقف عقله عن التفكير لثوانٍ، قبل أن يغلق باب المسجد لحمايته من شر المعتدي. داخل المسجد، كان عزت إمام، مؤذن مسجد الفردوس، مفجوعا، لا يفهم ما الدافع وراء قتل شخص لآخرين، لكن امتلاء المسجد عن آخره رغم المصاب جعله يطمئن إلي أن ذلك لا يمثل الإسلام الذي يدينه ويتمسك بتعاليمه. آذن إمام صلاة الجمعة، صعد الخطيب على المنبر، امتلئ المسجد عن آخره بالمصلين، ركز الخطيب كلماته حول الإرهاب وابتعاده عن أوامر الخالق، كان الجميع متأثرا بما يقال، عاد قرني للمكوث في غرفته داخل المسجد داعيا الله ان تخرج البلاد من دائرة العنف، بينما يتناقل المصلون ما حدث.