منذ أكثر من عشرة أعوام، استطاعت شركة "واينستين" الأمريكية للإنتاج السينمائي الحصول على مكانة مرموقة بين شركات الإنتاج الأخرى والتي سبقتها في هذا المجال بأعوام طويلة، حتى كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تحقيق نُشر الأسبوع الماضي، عن مجموعة من الاتهامات الموجهة لمؤسس الشركة "هارفي واينستين" بالتحرش والاغتصاب والاعتداء على حوالي أكثر من 30 امرأة، في فضيحة هزت هوليوود، وتسببت في استقالة أربعة من أعضاء مجلس الإدارة في الشركة، وفصله عن عمله، وإعلان زوجته انفصالها عنه نهائيا. وتتضمن قائمة ضحايا واينستين عدة نجمات شهيرات، من بينهن أنجلينا جولي، وجوينيث بالترو، وآشلي جاد، وروز مكجوان. ورغم وقوع التحقيقات وشهادات الضحايا كالصدمة على المجتمع الأمريكي، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في تصريحات للصحفيين إنه يعرف المنتج السينمائي منذ سنوات، ولم تدهشه هذه "المزاعم". "شخصية محبوبة" كان واينستين من الشخصيات المُحببة في المجتمع الأمريكي، وله فضل كبير في دعم وتطوير الإنتاج السينمائي المُستقل، ومساعدة المخرجين والفنانين الشباب، منهم المخرج الأمريكي كوينتن تارانتينو، الذي أنتج له مجموعة من أعماله السينمائية أبرزها Pulp Fiction)) و(the reader). وأنتج أكثر من 45 فيلما، وحصلت أفلامه على أكثر من 300 ترشيح لجائزة الأوسكار، فضلا عن حصولها على عدة جوائز سينمائية مرموقة في أمريكا وخارجها، واستغل المخرجون وصنّاع الأفلام أي فرصة لتوجيه شكرهم إليه، وثنائهم على جهوده المبذولة في تطوير السينما الأمريكية. وبجانب عمله في الإنتاج الفني، حاول واينستين الانخراط في العمل السياسي بقيادته لحملة جمع تبرعات للمرشحين الديمقراطيين في الانتخابات الأمريكية، من بينهم باراك أوباما، وهيلاري كلينتون، كما كان من الشخصيات المُحببة داخل المجتمع الأمريكي. "ادعاءات" ورغم ذلك حامت حول المنتج السينمائي العديد من الاتهامات بالتحرش بالنجمات والفنانات في هوليوود، فإن أي محاولة لإثبات ذلك كانت تنتهي دوما بالفشل، نظرا لقوة الأشخاص المحيطين به، وتحصينه لنفسه جيدا، بإجبار ضحاياه على توقيع اتفاقيات بعدم التحدث للصحافة، مقابل الحصول على تعويضات مادية، والسماح لهن باستكمال مسيرتهم الفنية، ودفعهن إلى الأمام، حسب ما نقلته مجلة "ذي نيويوركر" الأمريكية. كانت الممثلة والمخرجة الإيطالية آسيا أرجينتو، من بين أولى السيدات اللائي تحدثن عن اعتداءات واينستين، فقالت إنه أجبرها على ممارسة الجنس الفموي معه، لكنها لم تفصح عن ذلك خوفا من أن يدمر مسيرتها الفنية، خاصة وأنها تعلم أنه فعل ذلك مع الكثيرات. وأشارت عدة سيدات، من بينهم أرجينتو ولوسيا إيفانز، إلى إن واينستين "اغتصبهن"، و"أجبرهن على ممارسة الجنس الفموي معه"، فيما قالت أربع نساء أخريات إنه لمس أجسادهن بالإجبار. وقالت أنجلينا جولي إن المنتج الأمريكي حاول التقرب منها في أحد الفنادق عام 1990، إلا أنها تمكنت من إبعاده عنها، فيما أشارت جوينيث بالترو إلى أنه دعاها إلى غرفته في الفندق خلال مشاركتها في فيلم "إيما"، وعانقها واقترح أن يذهبا إلى غرفته لكي تدلكه. "التسعينيات" في ليلة بمطلع التسعينيات، كان من المفترض أن تلتقي الممثلة روزانا أركيت واينستين للعشاء في أحد الفنادق في بيفرلي هيلز، لاختيار سيناريو فيلمها الجديد. وتقول أركيت، إنها عندما دخلت غرفته، دخل عليها يرتدي ملابس الحمام البيضاء، وطلب منها أن تدلكه، ثم أمسك يدها بقوة، ووضعها على رقبته، وعندما حاولت الابتعاد عنه أمسكها بقوة شديدة، حتى تمكنت من الفرار في النهاية. وتؤكد الممثلة الأمريكية أن واينستين وضع أمامها الكثير من العراقيل، وأنها عانت كثيرا بسبب رفضها له. وقالت الممثلة الأمريكية ميرا سورفينو، التي شاركت في عدة أعمال أنتجتها شركة واينستين، إنه اعتدى عليها جنسيا، وحاول الضغط عليها لممارسة علاقة حميمة معه، بينما كانا يعملان معا. وتابعت: "في مهرجان تورنتو السينمائي في سبتمبر 1995، كنت برفقته في غرفته بأحد الفنادق، وكنا نروج لفيلم ( Mighty Aphrodite)، وبعد فترة وجيزة بدأ في تدليك أكتافي، ما جعلني غير منزعجة، ثم حاول مد يديه على أجزاء أخرى من جسدي، وعندما رفضت، طاردني، ثم غادرت المكان". "حيوان متوحش" وقالت الممثلة الفرنسية إيما دي كونز إنها التقت بالمنتج السينمائي في إحدى دورات مهرجان كان السينمائي الدولي، وبعد عدة أشهر طلب منها ملاقاته في غرفته في فندق ريتز كارلتون في العاصمة الفرنسية باريس، لكي يعرض عليها سيناريو فيلم جديد زعم أنه سيتم تصويره في فرنسا، وأنها مرشحة لدور البطولة. وبعد ذهابها إلى هناك، تركها ودخل حمامه ثم خرج إليها عاريا، واستلقى على سريره، وطلب منها الانضمام إليه، وتقول: "شعرت بالفزع الشديد، ولكن حاولت السيطرة على نفسي، حتى لا ينتقل إليه شعوري فيبالغ فيما يفعله، كنت اتعامل معه وكأنه حيوان متوحش".