غادر رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله ووزراء حكومته غزة الخميس في ختام زيارة استغرقت أربعة ايام بهدف بحث المصالحة مع حركة حماس التي أكدت ان القطاع أصبح تحت إدارة حكومة الوفاق الفلسطينية. وفي ختام زيارته التي بدأها الاثنين، قام الحمد الله وعدد من وزرائه بزيارة مستشفى الشفاء الطبي الأضخم في القطاع، إضافة إلى زيارة محطة لتحلية المياه وسط قطاع غزة. وغادر الحمدالله مع وزرائه عبر معبر بيت حانون شمال قطاع غزة (ايريز) الذي تديره إسرائيل. بدورها سارعت حركة حماس للتأكيد في بيان صحفي أن "قطاع غزة ووزاراته أصبح تحت إدارة حكومة الوفاق الوطني، حماس ستعمل على دعمها وتعزيز دورها". كما تابعت أنها "ستتعامل بإيجابية تامة ومرونة كاملة لإنجاح حوارات القاهرة المقرر انطلاقها الثلاثاء المقبل، وستقدم مصلحة شعبنا العامة على أي مصلحة حزبية في الحوار". وجاء قرار زيارة الحكومة إلى غزة بعدما أعلنت حركة حماس موافقتها في 17 سبتمبر على حل "اللجنة الإدارية" التي كانت تقوم مقام الحكومة في قطاع غزة، داعية حكومة الحمد الله إلى الحضور وتسلم مهامها في غزة. والثلاثاء، عقدت الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله أول اجتماع لها منذ العام 2014 في قطاع غزة، في خطوة أولى على طريق إرساء المصالحة الفلسطينية التي سارعت إسرائيل إلى وضع شروط للقبول بها. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أي مصالحة فلسطينية بدون اعتراف من حماس بإسرائيل وحل الجناح العسكري للحركة التي تسيطر على قطاع غزة، وقطع علاقاتها مع إيران، العدو اللدود للدولة العبرية. وخطوات المصالحة الجارية ثمرة لجهود القاهرة التي أرسلت وفدا أمنيا للإشراف على سير خطوات المصالحة وتسليم الوزارات، كما أرسلت مصر وزير جهاز المخابرات فيها والذي عقد لقاء مع رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية. وتثير مسألة تسليم حماس التي تمتلك ترسانة عسكرية ضخمة وقوة مسلحة قوامها 25 الف عنصر، الأمن إلى السلطة الفلسطينية، شكوكا. ويلتقي وفدان من حركتي حماس وفتح الثلاثاء المقبل في القاهرة لمتابعة النقاش. وتأتي هذه المحاولة الجدية لإرساء مصالحة فلسطينية بعد حوالى عقد من القطيعة بين حركتي فتح برئاسة محمود عباس وحماس التي تسيطر على القطاع منذ 2007 بعد أن طردت حركة فتح منه إثر اشتباكات دامية. وتحاصر إسرائيل القطاع منذ عشر سنوات وتغلق مصر معبر رفح، منفذه الوحيد الى الخارج، ما فاقم المشاكل الاجتماعية والبطالة التي يعاني منها القطاع حيث يتجاوز عدد السكان المليونين. وخلال الأشهر الماضية، اتخذت السلطة الفلسطينية عدة إجراءات ضد قطاع غزة للضغط على حماس أبرزها خفض رواتب موظفي السلطة فيه، والتوقف عن دفع فاتورة الكهرباء التي تزود بها إسرائيل القطاع.