روسيا تستعد لاستخدام قواعد إيرانية

تتجه القوات النظامية السورية إلى استكمال سيطرتها على الأحياء الدمشقية الثلاثة، برزة والقابون وتشرين، مع بدء مغادرة الدفعة الرابعة من عناصر المعارضة حي برزة، اليوم الإثنين، إلى إدلب أو جرابلس. فيما أعلنت موسكو عن تنسيق مع طهران للعودة إلى استخدام قواعد جوية إيرانية إذا اضطرت لذلك في عملياتها السورية، بحسب صحيفة "الحياة" اللندنية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه "من المنتظر أن يبدأ صباح اليوم خروج رابع دفعة من حي برزة الواقع عند الأطراف الشرقية للعاصمة دمشق".
وأكدت مصادر لل"الحياة" أن هذه الدفعة ستكون الأخيرة، وستقل جميع من تبقى من الرافضين للتسوية والمصالحة مع النظام، إلى الشمال السوري، حيث ستتجه الدفعة الرئيسية نحو إدلب، فيما وردت معلومات أنه سيتم نقل من يرغب من الخارجين من برزة نحو جرابلس ضمن الدفعة ذاتها.
ومع استكمال خروج هذه الدفعة، تكون القوات النظامية استكملت سيطرتها على الأحياء الدمشقية الثلاثة برزة والقابون وتشرين، بعد خروج دفعات من المسلحين وعوائلهم والمدنيين الرافضين التسوية، نحو الشمال السوري.
ولا تزال الاشتباكات العنيفة متواصلة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، وفصائل المعارضة من "جيش أسود الشرقية" و"قوات أحمد العبدو" وفصائل أخرى، على محاور في محيط منطقتي سد الزلف عند الحدود الإدارية لريف السويداء مع ريف دمشق، وسط قصف متبادل بين طرفي القتال، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال، وفق ما أعلن المرصد.
إلى ذلك، قالت مصادر سورية رسمية ومعارضة إن ما لا يقل عن 20 مدنيًا قتلوا نتيجة استهداف طائرات "التحالف الدولي" حافلة تقل مدنيين من قريتي رطلة والكسرات بريف الرقة الجنوبي، كانوا يغادرون المدينة قبل بدء معارك استعادتها من داعش. وأفاد نشطاء حقوقيون بأن انفجارات متتالية هزت الرقة خلال ساعات الليل، بسبب غارات مكثفة نفذتها طائرات التحالف على أحياء الرقة.
كما تواصلت المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية وعناصر داعش أمس. وقال مصدر لموقع "سمارت" الإخباري إن عشرات العناصر من قوات سورية الديمقراطية وداعش قتلوا وجرحوا في المواجهات، مع محاولة الأخيرة منع الأولى من التقدّم إلى مشارف الرقة، بعد سيطرتها على مدينة الطبقة الاستراتيجية، في إطار حملة "غضب الفرات"، المدعومة من التحالف الدولي.
ونفى طلال سلو الناطق باسم "قوات سوريا الديمقراطية" وجود أي اتفاق مع داعش لتخصيص "ممر آمن" لعناصره للخروج من الرقة باتجاه الجنوب، لافتاً إلى أن سوريا الديمقراطية تحاصر الرقة حالياً من كل الجهات، باستثناء الجهة الجنوبية.
وكشف سلو أن روسيا طلبت من قواته الاشتراك في الحملة العسكرية على الرقة، قائلاً لموقع كردستان 24: "رفضنا، لأننا ضمن التحالف الدولي الذي تقوده أميركا". وجاء النفي رداً على تصريحات مصدر في وزارة الدفاع الروسية قال خلالها إن لدى موسكو معلومات تفيد بتوصل القادة الأكراد في قوات سوريا الديمقراطية وداعش إلى اتفاق يمنح عناصر التنظيم ممراً آمنا للخروج من الرقة باتجاه الجنوب، شريطة عدم توجههم إلى منطقة تدمر في ريف حمص الشرقي. وتحظى تدمر بأهمية خاصة لدى روسيا والنظام، إذ سبق أن سيطر عليها «داعش» مرتين. وأصبحت المدينة معقلاً رئيسياً للقوات الروسية في البادية السورية، باعتبارها بوابةَ السيطرة على خزان سورية النفطي في دير الزور والتوغل باتجاه الحدود السورية- العراقية.
وأعلن السفير الروسي في إيران لوان جاجاريان، أن هناك احتمالاً كبيراً لاستخدام القواعد الجوية الإيرانية مجدداً لشن هجمات ضد المعارضة السورية.
وقال جاجاريان لوكالة أنباء "مهر" الإيرانية إن "الجانبين الإيراني والروسي ينسقان في شكل مستمر في القضية السورية»، لافتاً إلى أن «زيارة علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني روسيا، كانت في هذا الإطار".
وأوضح أن "استخدام بلاده قاعدة همدان الجوية غرب إيران ليس مستبعداً، بل إن الأمر يتعلق بمسار الأزمة في سورية»، مضيفاً «اتفقنا مع المسؤولين الإيرانيين حول هذه القضية وسنتفق مرة أخرى إذا كانت حاجة لذلك".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في 16 أغسطس الماضي، أن قاذفات روسية من طراز "سوخوي- 34" ضربت أهدافا لداعش في سوريا انطلقت من قاعدة "نوجه" الجوية في محافظة همدان غرب إيران.