حسين المناوي: «الفرص فين؟» تستشرف التغيرات المتوقعة على سوق ريادة الأعمال    الإمارات تدين بشدة محاولة استهداف مقر إقامة الرئيس الروسي    محافظة القدس: الاحتلال يثبت إخلاء 13 شقة لصالح المستوطنين    مندوب مصر بمجلس الأمن: أمن الصومال امتداد لأمننا القومي.. وسيادته غير قابلة للعبث    إسرائيل على خطى توسع في الشرق الأوسط.. لديها مصالح في الاعتراف ب«أرض الصومال»    نتائج لقاء ترامب ونتنياهو، البنتاجون يعلن عن صفقة ضخمة لتسليم مقاتلات "إف-15" لإسرائيل    الخارجية الروسية: أوكرانيا ستحاسب على أعمالها الإرهابية    بيان ناري من جون إدوارد: وعود الإدارة لا تنفذ.. والزمالك سينهار في أيام قليلة إذا لم نجد الحلول    وزارة الداخلية تكشف تفاصيل واقعة خطف طفل كفر الشيخ    النيابة تأمر بنقل جثة مالك مقهى عين شمس للمشرحة لإعداد تقرير الصفة التشريحية    تفاصيل مثيرة في واقعة محاولة سيدة التخلص من حياتها بالدقهلية    بعد نصف قرن من استخدامه اكتشفوا كارثة، أدلة علمية تكشف خطورة مسكن شائع للألم    أستاذ أمراض صدرية: استخدام «حقنة البرد» يعتبر جريمة طبية    أزمة القيد تفتح باب عودة حسام أشرف للزمالك فى يناير    نيس يهدد عبدالمنعم بقائد ريال مدريد السابق    القباني: دعم حسام حسن لتجربة البدلاء خطوة صحيحة ومنحتهم الثقة    ترامب ل نتنياهو: سنكون دائما معك وسنقف إلى جانبك    حوافز وشراكات وكيانات جديدة | انطلاقة السيارات    حسام حسن يمنح لاعبى المنتخب راحة من التدريبات اليوم    سموم وسلاح أبيض.. المؤبد لعامل بتهمة الاتجار في الحشيش    انهيار منزل من طابقين بالمنيا    فرح كروان مشاكل على حفيدة شعبولا يتحول إلى تحرش وإغماء وعويل والأمن يتدخل (فيديو وصور)    ناقدة فنية تشيد بأداء محمود حميدة في «الملحد»: من أجمل أدواره    الناقدة مها متبولي: الفن شهد تأثيرًا حقيقيًا خلال 2025    صندوق التنمية الحضارية: حديقة الفسطاط كانت جبال قمامة.. واليوم هي الأجمل في الشرق الأوسط    بينهم 4 دول عربية، تعرف على المنتخبات المتأهلة لدور ال 16 في كأس أمم إفريقيا    حسام عاشور: كان من الأفضل تجهيز إمام عاشور فى مباراة أنجولا    تحتوي على الكالسيوم والمعادن الضرورية للجسم.. فوائد تناول بذور الشيا    مجلس الوزراء: نراجع التحديات التي تواجه الهيئات الاقتصادية كجزء من الإصلاح الشامل    الزراعة: نطرح العديد من السلع لتوفير المنتجات وإحداث توازن في السوق    في ختام مؤتمر أدباء مصر بالعريش.. وزير الثقافة يعلن إطلاق "بيت السرد" والمنصة الرقمية لأندية الأدب    أمم إفريقيا – خالد صبحي: التواجد في البطولة شرف كبير لي    الكنيست الإسرائيلي يصادق نهائيًا على قانون قطع الكهرباء والمياه عن مكاتب «الأونروا»    أحمد موسى: 2026 سنة المواطن.. ونصف ديون مصر الخارجية مش على الحكومة علشان محدش يضحك عليك    هيفاء وهبي تطرح أغنيتها الجديدة 'أزمة نفسية'    التعاون الدولي: انعقاد 5 لجان مشتركة بين مصر و5 دول عربية خلال 2025    سقوط موظف عرض سلاحا ناريا عبر فيسبوك بأبو النمرس    وزير الخارجية يجتمع بأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي من الدرجات الحديثة والمتوسطة |صور    ما أهم موانع الشقاء في حياة الإنسان؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    نائب رئيس جامعة بنها يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الأول بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي    الصحة: ارتفاع الإصابات بالفيروسات التنفسية متوقع.. وشدة الأعراض تعود لأسباب بشرية    الاستراتيجية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة تؤكد: دمج حقيقي وتمكين ل11 مليون معاق    توصيات «تطوير الإعلام» |صياغة التقرير النهائى قبل إحالته إلى رئيس الوزراء    الإفتاء توضح مدة المسح على الشراب وكيفية التصرف عند انتهائها    نيافة الأنبا مينا سيّم القس مارك كاهنًا في مسيساجا كندا    معدل البطالة للسعوديين وغير السعوديين يتراجع إلى 3.4%    «طفولة آمنة».. مجمع إعلام الفيوم ينظم لقاء توعوي لمناهضة التحرش ضد الأطفال    نقابة المهن التمثيلية تنعى والدة الفنان هاني رمزي    وزير الصحة: تعاون مصري تركي لدعم الاستثمارات الصحية وتوطين الصناعات الدوائية    هل تجوز الصلاة خلف موقد النار أو المدفأة الكهربائية؟.. الأزهر للفتوى يجيب    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : وزارة العدالة الاجتماعية !?    السيمفونى بين مصر واليونان ورومانيا فى استقبال 2026 بالأوبرا    تاجيل محاكمه 49 متهم ب " اللجان التخريبيه للاخوان " لحضور المتهمين من محبسهم    وفاة والدة الفنان هاني رمزى بعد صراع مع المرض    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    اسعار الخضروات اليوم الإثنين 29ديسمبر 2025 فى اسواق المنيا    «الوطنية للانتخابات» توضح إجراءات التعامل مع الشكاوى خلال جولة الإعادة    فوضى السوشيال ميديا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



''مصراوي'' ينشر قصة حياة المتهم باغتصاب ''رضيعة البامبرز'' (تحقيق خاص)
نشر في مصراوي يوم 01 - 05 - 2017

بعد ساعات قليلة، تتجه أنظار الرأي العام صوب محكمة جنايات المنصورة، حيث تعقد ثاني جلسات محاكمة المتهم باغتصاب "رضيعة البامبرز" فى الثانى من مايو الجارى، وكانت أولى جلسات المحاكمة عقدت في 4 إبريل الماضي،,خلال الجلسة اعترف المتهم باختطاف الطفلة التي لم تتجاوز سنتين العامين من أمام منزلها واغتصابها داخل "عشة".
يحتوى التحقيق على روايات قد تكون صادمة، غير أن مصراوى ينشرها لكونها ضرورية فى رسم الصورة الكاملة للظروف والأحداث التى انتهت بالمتهم إلى ارتكاب جريمته.
"مصراوي" انتقل إلى قريتي "ميت زنقر" و"دملاش" بالدقهلية، فى محاولة رسم صورة لشخصية المتهم "إبراهيم محمود الرفاعي" صاحب ال 35 عامًا.
من منزل الضحية "جنى" بدملاش التابعة لمركز بلقاس، بدأت رحلة بحثنا، حيث استقبلتنا السيدة "نهى"، والدة الضحية، دخلنا من بوابة حديدية إلى بلكونة واسعة مغلقة بأسياخ حديدية من جميع جوانبها، في أحد أركانها انزوت الضحية البالغة من العمر " 18 شهرا " ، وما إن لمحت غريبا، اختبأت خلف جلباب والدتها في خوف تسترق النظر إلينا، بينما أخذت أمها تهدئ من روعها.
بعد أن اطمأنت الطفلة قليلاً، تحركت ببطء، واستندت إلى البوابة تنظر من خلال فتحاتها نحو الشارع، يكسو وجهها الحزن والاجهاد، تقول "نهى" إن طفلتها ترتفع درجة حرارتها كثيراً لإجرائها عددا من العمليات فى الأعضاء التناسلية "السخونية مبتسبهاش"، وتضيف أنهم ما زالوا في صدمة إلى الآن وينتظرون حكم القضاء.
تصمت قليلاً، وتقول إن المتهم كان يبدو لهم شخصًا طبيعيًا قبل ارتكابه الواقعة "مشفناش منه حاجة وحشة قبل الموضوع ده"، وتضيف أنه كان ينظر إلى الأرض دائمًا إذا مر بنسوة "كان يوطي في الأرض لو لقانا قاعدين، كنا نقول عليه محترم".
"معملتش حاجة يا ولاد ستين كلب"
على بعد أمتار من منزل الرضيعة، جلست "إلهام" و"رجاء" الشاهدتان الأولى والثانية في القضية داخل منزليهما، تتذكران المشهد جيدا، وتقولان إنه كان مأساويًا، ترويان أنهما هرولتا نحوه بعد اكتشاف فعلته. "قعدت أخبط على رجلي وأقوله منك لله يا إبراهيم عملت إيه في البت" تقول "إلهام".
وتضيف أنهما فوجئتا بالمتهم يحمل عصا خشبية طويلة، وأخذ يسبهما بصوت عال "معملتش حاجة يا ولاد ستين كلب"، تستنكر "رجاء" رد فعله وثباته رغم جريمته "كان واقف يشتمنا ولا اتهز ولا نزل دمعة واحدة".
تشير "إلهام" إلى أن دم الرضيعة كان يظهر بوضوح على ملابسه الداخلية التي ظهر جزءا منها، بينما يقف بثبات متأهبًا للدفاع عن نفسه حال اعتدائهم بالضرب عليه، بحسب "رجاء"، قبل أن يفر هاربًا "طلع يجري وطفش".
قبل 8 سنوات انتقلت أسرة "إبراهيم" إلى "دملاش" بعد فترة من قتله طالبا بالمرحلة الإعدادية بميت زنقر، وحكم عليه بالسجن 14 سنة، خرج بعد نصف المدة "حسن سير وسلوك"، بحسب أوراق القضية رقم 34321 لسنة 2006 جنايات طلخا والتي تقول إن جريمته "ضرب أفضى إلى موت"، وبعد خروجه انتقل للعيش معهم.
الابن يشتهى والدته
قصص تحرش المتهم بمحارمه تتردد على لسان معظم أهالي "دملاش"، منهم "إلهام" جارة المتهم، فتقول إنها بدأت بتحرشه بوالدته بعد فترة من انتقالهم للقرية وبعد طلاقه من زوجته الأولى التي انقطعت أخبارها بعد ذلك، وأن والدته أخبرتها بأفعاله وطلبت نصيحتها بحكم الجيرة "قالتلي كان بيحسس على رجلي وهو قاعد جنبي".
"قولتلها اضربيه، قوليله عيب كده، حرام أنا والدتك مينفعشي" تقول "إلهام" عن انفعالها على والدته لأنها رأت رد فعلها متراخيا لا يناسب سلوك نجلها، وتضيف أنها نصحتها بتزويجه فوراً لإشباع رغباته الجنسية، وأنها سعت بنفسها في ارتباطه من زوجته الثانية.
وتحكى "رجاء" الشاهدة الأولى في القضية وزوجها "صلاح" أنه عاد مرة أخرى للتحرش بوالدته، ويؤكد "حسين" الرواية فيقول إنه تجرأ ذات مرة وطلب من والده أن يتقاسم معه معاشرة والدته "كان بيقوله انت ليلة وأنا ليلة"، وأن والده لم يردعه عن سلوكه الشاذ لخوفه منه بعدما طعنه في ظهره بالسكين.
بعد فترة وجيزة من طلاق "إبراهيم" للمرة الثانية تزوج شقيقه الثاني، تقول "رجاء" إنه بدأ يتحرش بزوجة شقيقه عندما كانت تساعد والدته في شؤون المنزل، وتضيف أن آخر مرة كانت أكثرهم فجاجة "فضل يحسس على جسمها وكان عاوز يهجم عليها"، فهرولت إلى شقتها وأخبرت زوجها بعد عودته وطلب منها تجنب الذهاب إلى حجرة والدته تمامًا، وتشير إلى أن زوجة شقيقه الأصغر حذت حذوها قبل أن تتعامل معه.
يقول "محمد" جاره وزوج الشاهدة الثانية بالقضية إنه تقدم بعدها لخطبة عدة فتيات إلا أنهن رفضن لسوء سمعته، وفي إحدى المرات تشاجر مع والده للسعي في تزويجه وعندما أخبره برفض من تقدم لهن اعتدى عليه بسلاح أبيض "ضرب أبوه بسكينة في ضهره".
بدايات الهوس الجنسي
يقول الأهالي إن "إبراهيم" اتجه للهوس الجنسي وبدأ يتحرش بالنساء بشكل فج قبل 3 سنوات، بعد طلاقه الأخير ورفض طليقته العودة إليه رغم وساطة البعض وفشله في الزواج من أخرى "بقت مشعشعة في دماغه حكاية الحريم دي" يقول "حسين"، ويضيف "محمد"، أنه تشاجر مع والده ليسعي في أمر تزويجه وعندما أخبره برفض من تقدم لهن اعتدى عليه بسلاح أبيض "ضرب أبوه بسكينة في ضهره".
يروي "صلاح" أن المتهم خلال الفترة الأخيرة بدأ يقف صباحًا أمام كوبري "ميت زنقر" ينظر للسيدات ويتفحصهن خلال استقلالهن سيارات الأجرة، ويشير إلى خوف أهل القرية من معاتبته وإثنائه عن ذلك خوفًا منه لعلمهم بجرائمه وحادثة القتل الشهيرة.
وتروي "محاسن" واقعة تهجمه على عدد من النساء، منهن قريبتها وتدعى "رشا" حيث تتبعها أكثر من مرة خلال ذهابها لعملها في الصباح، وفي المرة الأخيرة حاول الاعتداء عليها، فاستغاثت بالأهالي الذين أنقذوها من بين يديه وانهالوا عليه ضربًا بالعصي.
ويقول شباب بميت زنقر إنه فى الفترة الأخيرة كان يرتكب أفعالا غير أخلاقية، فأحيانًا كان يؤدى بيديه إشارات بذيئة للنساء، وأخذ يستقل سيارات الأجرة ويتحرش بالفتيات، حتى عرف عنه ذلك فبدأ السائقون يرفضون ركوبه معهم "الناس فاض بيها، ومعدش حد بيرضى يركبه".
وتضيف "ثريا" إنه كان يتطرق للأحاديث الجنسية خلال جلساته مع الرجال، وتشير إلى سؤال أحدهم له بعد زواجه الثاني كيف يتعامل معها خلال علاقتهم الخاصة وهي سمراء وليست جميلة، ليجيب مازحًا "بغطي وشها عشان ما أشوفهاش".
تزوج مرتين.. وجيرانه: "كان هيتجنن عشان يخلف" وكثيراً ما يداعب أطفال شقيقه
تزوج المتهم مرتين، الأولى وقت إقامته فى ميت زنقر التابعة لمركز طلخا، وعنها تقول "ثريا" زوجة عمه إنها كانت فتاة شديدة الجمال من قرية بالدقهلية تسمى "دياسط"، وتضيف أنه طلقها بعد 15 يومًا فقط ولم يعلموا الأسباب تحديداً، إلا أنه عاملها بعنف شديد "كان بيجيب حبل الغسيل يخنقها، وكسر دراعها ولما راح يوديها مستشفى مرضيش يدفعلها في الميكروباص".
أما زوجته الثانية فكانت تدعى "صباح" وتكبره بأكثر من 10 سنوات وطلقها منذ 5 سنوات، بحسب روايات الجيران، ويضيفون أنه كان سعيداً للغاية في بداية زواجه وانتظم في عمل يومى على غير عادته، وأن زوجته كانت تساعده ويعملان معًا بالأجرة في حصاد محصول القمح فى أراضى القرية.
وتقول "إلهام" إن "صباح" كانت سعيدة أكثر منه لكونه يصغرها بسنوات وشكله مهندم وطريقة حديثه جيدة، وتقول إنها كانت تشتري ملابس مثل العرائس صغيرات السن، وكانت تريها لها فتمازحها "عيني باردة عليكي" فتضحك وتقول "أنا ليا بركة إلا إبراهيم".
ظلت حياة "إبراهيم" مستقرة لشهور بعد زواجه، بحسب الأهالي، لكنه بدأ الشجار مع أهله وزوجته والتعدي عليهم لرغبته في الانجاب "كان هيتجنن عشان يخلف" تقول "إلهام"، وبعد مرور عام طلب من أبيه تزويجه بأخرى تجلب له المولود، إلا أنه رفض "قاله مفيش فلوس عشان نصرفها على جوازك وطلاقك"، فكان رده إحراق المنزل وهم بداخله، وأنقذهم الأهالي بأعجوبة.
يقول الجيران إنه كان يحب الأطفال الصغار ولذلك كانت لديه رغبة شديدة في الانجاب، وتشير "إلهام" و"رجاء" إلى أنهما كانتا تشاهدانه يحمل ابنة شقيقه على كتفه وهي طفلة في نفس عمر "جنى" وكذلك شقيقها الأصغر، وكان يتجول بهما فى شوارع القرية ويصطحبهما لشراء الحلوى من الدكان القريب منهم.
ويضيف "حسين" جار المتهم إن زوجته تركته وعادت إلى منزلها وطلبت الطلاق "قالت أنا مينفعش أعيش معاه ده ممكن يموتني"، ويسترسل : حكم عليه بالسجن 10 سنوات لإحراقه منزلهم، إلا أن والديه تنازلا عن حقهما أمام المحكمة فنال البراءة.
داخل منزل شديد التواضع فى وسط قرية "دملاش"، مكون من حجرتين، مسقوفتين بالقش تحيطهما جدران متهالكة، وقفت "صباح" طليقة المتهم الثانية تطعم عشرات القطط الضالة، ما إن سمعت باسمه حتى أخذت تصيح "أنا مليش دعوة بيه، إحنا متبريين منه"، قبل أن توصد باب حجرتها.
بشق الأنفس، وبعد محاولات مضنية، خرجت السيدة التي تخطت 50 سنة للتحدث معنا، تقول "صباح" إنها طلقت منه منذ 5 سنوات لأنه اعتاد سبها بأبشع الألفاظ بعد شهور من زواجهما لعدم إنجابها "كان بيشتمني، وبقى يقولي أنا عايز واحدة تخلف، عاوز أجيب عيل".
وتضيف السيدة التي ظهر شعرها الأشيب من أسفل "ايشارب" وزحفت التجاعيد على وجهها، أنه كان يعاملها جيداً في البداية وأنها كانت تنوي إكمال حياتها معه بعد طلاقها من زوجها الأول، قبل أن تدب المشاكل بينهما "كانت أكتر مشاكلنا على الخلفة، وبقى غلاط ويشتمني بأهلي عالفاضي والمليان".
تكمل "صباح" أنه بدأ الشجار مع والديه لتزويجه بأخرى لكي ينجب، غير أنهم رفضوا وطلبت منه والدته الذهاب للطبيب "قالتله روح حلل وشوف موضوع الخلفة ده"، وتضيف أنه رفض واعتدى عليها "فتح دماغ أمه" وجدد طلبه مرات قبل أن يجن جنونه ويحرق المنزل وهم بداخله لتهرب وتطلب الطلاق منه.
"كان عاقل زي أي راجل مش مجنون" تصف السيدة الخمسينية حاله في بداية زواجهما، وتضيف أن علاقتهما الجنسية كانت طبيعية مثل الأزواج "كنت بلبسله أحلى لبس في البيت" وأنه كان طيبًا معها في البداية ويعطيها ما يحصل عليه من عمله قبل أن يصبح شغله الشاغل انجاب طفل "اتغير وبقى طبعه وحش".
ملاك فى "دملاش" ومتحرش فى "ميت زنقر"
سلوك المتهم تجاه السيدات فى السنوات الأخيرة اختلف بين "دملاش" مكان سكنه الحالي و"ميت زنقر" قريته السابقة، بحسب روايات الأهالي فى القريتين. يقول الجيران ب "دملاش" إنه كان ينظر في الأرض إذا مر بنسوة، وتؤكد "رجاء" و"إلهام" الشاهدتان الأولى والثانية في القضية، كلام والدة الضحية.
واختلف الوضع تمامًا على بعد أمتار بميت زنقر المجاورة ل "دملاش"، فتقول "محاسن" القاطنة بأطراف "ميت زنقر" إن نظراته للنساء كانت غير مريحة "كان يجيب الحريم من فوقهم لتحتهم"، وأن السيدات كانت تخاف منه وتسرع لمنازلها فور رؤيته.
حيرة بين الجنون وسلامة العقل
أمام كوبري ميت زنقر، تجمع عدد من شباب القرية منهم أبناء عمومة إبراهيم.. "ده متخلف عقليًا من زمان" يصيح نجل عمه، لتنشب مشادات كلامية مع الحضور، ويتهمونه بأن حديثه سيضيع حق الطفلة الضحية، قبل أن يردف قائلاً إنه تزوج مرتين وقتل مرة وحرق منزله 3 مرات وتحرش بمئات السيدات، وأن أفراد عائلته يطالبون بإعدامه رغم أنه مريض نفسي.
بنبرة حادة، يلومه "سمير" أحد جيران "إبراهيم" القدامي نافيًا عنه المرض النفسي "مشفتش منه عبط كان بيقف يتكلم معايا كويس، واللي عمله ده عمايل واحد فاجر"، ويضيف "يعني كان بيروح يشتغل وعارف حقه وبيقبض كام وبيتعامل مع الناس مظبوط ..وعند دي أهبل!".
وتنفي "محاسن" عنه الجنون "ده متعرفيش تاخدي منه ربع جنيه"، وتروي موقفًا جمعها به وقت أزمة السكر، حيث كان يعمل "شيال" بمكتب تموين طلخا وطلبت منه شراء كيلو سكر، فأخبرها بأن ثمنه 10 جنيهات، وعندما فاوضته على شرائه ب 8 جنيهات فقط، أجابها بلهجة حازمة "هو سعره 10 يبقى تاخديه كده".
وتضيف أنه ترك العمل هناك بعدها بفترة قصيرة، وعندما سألته عن السبب أخبرها أنهم يعطونه أقل من جهده وأنهم بذلك يسرقونه "قالي أشيلهم حمولتين يدوني 50 جنيه بس، دول بيسرقوني".
يهوى مشاهدة المصارعة الحرة ويعتني بمظهره
يقول عدد من أبناء عمومته بقرية ميت زنقر، إنه تعرض في صغره للضرب بقسوة من والديه، ويشيرون إلى أنه تخطى الضرب من أجل التربية والتهذيب "كانوا بيضربوا فيه كتير، وضرب عن ضرب يفرق"، ويرى الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسي أن الضرب والقسوة والعلاقة الهشة أو اللاعلاقة بين الطفل وأهله تساهم جداً في إظهار السلوك العنيف الذي يتطور بعد ذلك إلى ما يسمى بالشخصية ضد المجتمعية.
يقول "محمد عبدالعاطي" مدرس بالقرية وجار المتهم، إنه كان متفوقا بالمرحلة الابتدائية وكان طفلا طبيعيا، إلا أنه بدأ يتغير في المرحلة الإعدادية وظهر عليه السلوك العدواني، ويضيف صديقه "وائل" إنه خرج من الصف الثالث بالمرحلة الثانوية التجارية.
يقول "صلاح" إنه لم يكن اجتماعيا وليس لديه أصدقاء، ويضيف أنه كان يدخن ولم يكن يصلي بخلاف فترة قصيرة خلال تواجد شقيقيه اللذين كانا يصطحبانه للمسجد القريب وأنه انقطع مرة أخرى بعد سفرهما للسعودية.
"المصارعة الحرة" كان يفضل "إبراهيم" مشاهدتها بكثافة، بحسب طليقته الثانية، ويقول "حسين" إن المتهم كان مهندم الهيئة ويهتم بمظهره بخلاف أشقائه "كان أشيك واحد في إخواته وأحسن واحد بيلبس فيهم، ومكنش بيمشي مهمل في نفسه".
ويشير "حسين" إلى أنه كان يتنقل بين عدد من الأعمال، عمل فترة "شيال" بمستودع التموين بطلخا، وفترة أخرى بفرن العيش بالقرية، وعامل بمطعم، بجانب عمله "أرزقي" بالأراضي خلال حصاد المحاصيل.
طبيب نفسي: شخصيته سيكوباتية إجرامية.. ويجب فحص حالته وتوثيقها في علم نفس الإجرام
"كثير من تصرفاته وسلوكياته الظاهرة ملفتة للنظر وتنطبق عليها أعراض الشخصية السيكوباتية الإجرامية أو ما يعرف ب (ضد المجتمعية)" يقول الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسي، ويضيف "لكن يظل الحكم عليه مرهونا بضرورة عرضه على لجنة من الأطباء النفسيين لتحليل شخصيته ومعرفة خلفيته وتكوينه النفسي".
"هي شخصية إجرامية، لا يطرف لها عين مع ارتكابها للجرائم، لا ترى إلا نفسها" يقول "عبدالله" عن الشخصية السيكوباتية، ويشير إلى أهمية البحث في العوامل التي تداخلت في تكوين تصرفاته، لأن سلوكياته الظاهرة هي مجرد نتائج او انعكاسات لتكوين معين.
"هذه الحالة ستكون مهمة وأساسية في علم نفس الإجرام" يقول "عبدالله"، ويضيف أن هذه الجريمة أصبحت قضية رأي عام وشديدة الأهمية ويمكن أن تكون إحدى القضايا التاريخية في مصر والعالم، فبصرف النظر عن طبيعة الحكم الذي يصدر، يجب فحصه بشكل دقيق وعدم الاندفاع لتشخيص معين لأنها حالة جديرة أن توثق نفسيًا واجتماعيًا، ودراسة حالته ستكشف معلومات كثيرة تهم المجتمع المصري، بحسب قوله.
"لا بد من مناظرة الحالة وجهًا لوجه" يشدد "عبدالله" على أنه لا يجوز تحليل أي شخصية أو إصدار تقرير بحالتها النفسية إلا بمقابلة شخصية معها وليس من خلال معلومات عنها فقط "أي حكم على شخصية لم يراها الطبيب بنفسه يعد تضليلا"، ويبدي استعداده ليكون واحداً من الفريق الطبي النفسي الذي يناظر حالة المتهم.
القضايا المحكوم فيها على "إبراهيم محمود إبراهيم الرفاعي"، المتهم باغتصاب "رضيعة البامبرز" بالدقهلية
قضية حريق عمد، رقمها 24615 لسنة 2012 جنايات بلقاس، حكم عليه ب10 سنوات، وتنازل والده عن القضية، والسبب شجار مع والده لرغبته في الزواج ورفض الأخير.
قضية ضرب أفضى إلى موت، رقمها 34321 لسنة 2006 جنايات طلخا، حكم ب14 سنة، قضى نصف المدة وخرج "حسن سير وسلوك"، والسبب مشاجرة مع طالب بالمرحلة الإعدادية فطعنه بآلة حادة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.