من المؤبد ل''العفو''.. رحلة مدرس لمدة 1305 يومًا داخل سجن العقرب

"لقد استخدمت سلطاتي الدستورية فى إصدار العفو عن عدد من الصادر بحقهم أحكام بالحبس".. جاءت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي في 13 فبراير 2016، لتبث شعاعاً من نور، وتفتح أملاً جديداً للعائلة التي ابتليت أشد أنواع البلاء، وحكم على ابنها بالسجن المؤبد، وملئت الدنيا صلوت إلى ربها راجية الإفراج عنه وإخراجه من غياهب الظلمات إلى النور.
لم تكتفِ أسرة رفعت موسى مشرف شومان، المدرس الأزهري الذي اتهم في القضية رقم 8859، وحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة حرق كنيسة سوهاج، لتثبت كذب وادعاء تحريات الأمن الوطني، وعكفت منذ سماعها أوامر الرئيس بتشكيل لجان للعفو عن الشباب المحبوسين من غير المتورطين في أعمال عنف تجميع كل الأدلة التي تثبت براءته.
نجحت الأسرة خلال فترة ليست بقليلة في الحصول على جميع الشهادات التي تثبت عدم تواجده وقت ومكان الحادث حيث التهمة الموجهة إليه وهي حرق الكنيسة، وحصلت على شهادة من زملائه الذين يعملون معه بالمدرسة، يؤكدون تواجده بينهم آنذاك تم توثيقها بالشهر العقاري.
كما تقدم عبدالرزاق موسى شقيق رفعت، بمستندات تؤكد عدم انتمائه إلى أي فصيل أو تيار سياسي، ودعم مستنداته بشهادات موثقة من أماكن عمله، ليكتمل مجهوده ومسعى أسرته المكونة من 6 أبناء (4 فتيات وشابين)، وأشقائه، بالإفراج عنه اليوم.
واستقبلت أسرة شومان ابنها المفرج عنه ضمن 203 حصلوا على قرار بالعفو الرئاسي، بفرحة ارتسمت في قلب كل أهالي قريته "شطورة"، لتنتشر مباركات الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك منذ إعلان اسمه في قوائم العفو ونشر الخبر في المواقع الإخبارية.
فور خروجه اليوم عانق رفعت شقيقه عبد الرازق وأولاده ال6 أمام محيط منطقة سجون طره، واختلطت الضحكات بدموع الفرحة، واستنشق نسيم الحرية، وسط زغاريد عائلته الذين سجد بعضهم لله شكرا.
عاد شومان لأولاده بعد طول حرمان بلا ذنب ولا جريرة، فمكانه الطبيعي فى فصول التعليم معلماً ومربياً، وليس فى "طرة" حيث شهد له القاصي والداني من أبناء قريته بحسن خلقه لكن قدره ساقه إلي السجن دون جريمة ارتكبها.
وفي أول تصريح له قال رفعت لمصراوي، أنه دخل السجن منذ 1305 يومًا، مر خلالها ب7 سجون، وتم نقله من سجن سوهاج إلى الوادي الجديد وأسيوط والمنيا حتى استقر بسجن شديد الحراسة والعقرب بطره.
"الحمد لله نحمد ربنا ونشكر السيسي.. لم أكن أتخيل أن استنشق هواء الحرية أبدا الحمد لله شوفت عيالي وهعيش وسطهم مره تاني.. حضنهم وحشني".. قالها رفعت والدموع تمتزج بسعادته.
وعن معاملته داخل السجن قال: "الشرطة كانت بتعاملنا باحترام الضباط الكبار كانوا محترمين معانا، لكن العساكر مش بتعمل أي حاجه غير بفلوس".
يضيف شومان: "أصحابي جوا السجن كانوا بيعيطوا واحنا خارجين، العفو شمل 10 من المتهمين اللي معايا بالقضية، وبندعي ربنا إن العفو الجاي يكون الباقي فيهم" .
وقال شقيقه عبد الرازق: "أنا عرفت بالصدفة من الأهالي أمس بعد ذلك ذهبت لأولاد شقيقي عشان أبشرهم وتأكدنا من الخبر في المواقع الإخبارية، وانتظرت أمام باب السجن من الساعة 3 فجراً في انتظار شقيقي والحمد لله ولدنا رجع في حضننا تاني".
وأفرج قطاع مصلحة السجون عن معظم ال 203 شباب من منطقة سجون طره بالمعادي؛ حيث كان فى استقبالهم أهاليهم وأقاربهم وزملائهم وسط فرحة عارمة من الجميع، فيما شهد محيط منطقة السجون تواجدا إعلاميا مكثفا منذ الصباح الباكر.