يجلس الحاج "جاد الرب حمد" في محله بمنطقة الأربعين في السويس، يستقبل المهنئين بخروج نجله وأحد أقاربه من سجن طرة ضمن المعفو عنهم بقرار الرئيس عبدالفتاح السيسي. احتفل الحاج جاد الرب حمد بخروج نجله "أحمد"، ومعه شقيق زوجته حسام صلاح الدين محمد، حيث كان محكوم عليهما بالحبس 3 سنوات. يقول جاد الرب إنه كان من المقرر خروجهما بشكل عادي بعد شهر ونصف الشهر، ولكن خروجهم بعفو رئاسي هي شهادة تؤكد أنهما في الأساس كانا مظلومين وليسا من المخربين، مضيفا: "فقرار العفو الرئاسي كان بمثابة رد اعتبار لهما، حتى يتمكن كل منهما أن يعود إلى عمله أو إلى حياته الطبيعية". ويسترجع "جاد الرب" ذكريات القبض على نجله وقريبه في وقت واحد، إلى 24 يناير 2014، أثناء تواجدهما في منطقة السويس بالمصادفة مع مرور مسيرة من الإخوان، أثناء القبض على المشاركين في المسيرة، تم إلقاء القبض عليهما بالخطأ. وأكد جاد الرب أن "أحمد" نجله لديه محل صغير لبيع رفائع الديكورات، وأن عائلتهم ليس لها هم إلا التجارة، ولا يفرق معهم من يحكم أو من يأتي أو يرحل، فقط لا يبتغون إلا العيشة الكريمة لكل شعب مصر فقط بغض النظر عن اسم الحاكم. عقب القبض على أحمد جاد الرب، وشقيق زوجته حسام صلاح الدين صدر في حقهما حكم حبس 3 سنوات لكل منهما، وكانت أقصى لحظات السنوات الثلاثة، حينما وضعت زوجة أحمد طفلها الثالث والذي لم ير والده حيث كان في السجن. لدى أحمد جاد الرب 3 أولاد، جنا 6 سنوات، وجاد 4 سنوات والأخير جاسر "عامين"، حيث جاء إلى الدنيا ووالده في السجن ولم يره حتى خرج ضمن المعفو عنهم رئاسيا. يقول والد أحمد، إنه كان وزوجته ووالدته يزورونه في السجن في مواعيد الزيارة المحددة مرة كل 15 يوما، وأشاد وقتها بحسن استقبال مأمور القسم وأمناء الشرطة، حيث قال: "وجدنا منهم معاملة إنسانية جيدة جدا، مما خفف علينا الكثير من مشقات الزيارات". وكان الخوف الوحيد المسيطر على جاد الرب أن توافيه المنية قبل خروج ابنه من سجنه، متسائلا: "كيف كان سيموت ويترك ابنه مسجونا دون أن يطمئن عليه". لم يكن الأب يعلم أن ابنه ضمن المعفو عنهم رئاسيا، إلا أنه فوجئ باتصال هاتفى من أقاربه تخبره أنهم شاهدوا اسم نجله واسم شقيق زوجة نجله ضمن المعفو عنهم وأنهما سيخرجان غدا من سجن طرة في القاهرة. ويضيف: "بمجرد علم أمه بنبأ خروج ابنها سقطت على الأرض ساجدة لله شكرا، حتى أن أولادها ظنوا أنها أغشي عليها من طول مدة السجود". ويروي الأب أنه حينما رأى أحمد أطفاله سجد على الأرض فرحا، وظل على الأرض منتظرا أن يصلوا إليه ليأخذهم في حضنه، ويكمل الأب أنه من ذلك الحين لم ير نجله الذي كان يشتاق كثيرا إلى النوم حيث إنه لم ينم آخر 3 أيام، وكان يشتاق أكثر أن يكون نومه هذا لأول مرة منذ 3 سنوات وسط أطفاله.