وقف جاد الرب امام محل إطارات السيارات صباحا يجهز عربته استعدادا لرحلة استقبال ابنه المفرج عنه من سجن طرة ضمن من شملهم العفو الرئاسي، حتي جاءته مكالمة من رقم غير معروف، رد وسأل عن المتصل، وكان الرد » انا احمد يا بابا .. انا في الشارع انا خرجت »، ما لبث ان انهي المكالمة حتي اصطحب ابنه الكبير محمد، وضع قدمه علي دواسة الوقود ليصل إلي ابنه بأقصي سرعة، ولم يرفعها إلا امام السجن ليستقبل نجله . يقول جاد الرب 65 سنه، موظف علي المعاش، أنه ظن ان ابنه سيخرج بعد ظهر الجمعة، لكنه فوجئ باتصاله، حتي اذا ما وصل سجد لله شكراً واحتضن ابنه بعدما غيبه السجن، وقد استجاب الله لدعائه بان يري ابنه خارجا من السجن. الفرحة كانت فرحتين، ففي نفس القضية التي حبس فيها احمد كان أيضا صديقة وشقيق زوجته حسام الدين صلاح، والذي شمله أيضا العفو الرئاسي، وكان مشهد اللقاء امام المنزل من أروع ما يكون حيث اقام الاهالي احتفالا بعودة ابن كفر النجار أحمد الذي يصفونه بالتاجر الأمين . لأحمد ثلاثة أطفال، أصغرهم ولد وهو في السجن ولم يره إلا صورة علي هاتف والده، فخر علي ركبتيه في بمدخل الشارع الذي يقيم فيه وفتح ذراعيه يحتضنهم، وبحسب ما يروي والده فقد كان لأصغر الأبناء النصيب الأكبر، فقد غالبت الدموع ابتسامته وهو يتفحص ملامح وجهه ويقبله وهو يراه لأول مرة منذ ولادته أما والدة احمد فخرت ساجدة بالشارع واطالت السجود حتي ظن أبناؤها انها مغشي عليها من هول الموقف، فإذ بها ترفع راسها والدموع تغرق وجهها وتبحث عن ابنها العائد تشبعه قبلات واحضانا حرمت منها مدة ثلاث سنوات . رفض احمد الحديث الي وسائل الاعلام، وفضل قضاء اول يوم في منزله من اطفاله الثلاث وزوجته، بعيدا عن الحديث عن الماضي وما فيه، ليعاود بعد أيام ممارسة حياته التي اعتاد عليها قبل دخول السجن . كان والد أحمد قد تلقي اتصالات من اصدقائه تجار الموبيليا في دمياط مساء الخميس يخبرونه ان ابنه وحسام ضمن المفرج عنهم، بعفو رئاسي، وعلي الرغم من انهما كانا قد بقي لهما في مدة الحبس اقل من شهرين، فإن جاد الرب اعتبر أن قرار العفو من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسي عنهما بمثابة رد اعتبار معنوي.. وقال جاد الرب: كان العفو بالنسبة لنا شهادة من الدولة ان ابني وصهري اشخاص حسني السمعة، ولا انتماء لهم لاي جماعة إرهابية او اي كيان محظور، وليعود كل منهم الي ممارسة عمله وحياته بشكل طبيعي.