دشن متطوعون سكندريون، اليوم السبت، حملة لإنقاذ آثار منطقة كوم الشقافة من تراكمات المخلفات بمحيطها، بعد أن تأثرت سلبيا بأزمة القمامة التي تتعرض لها الإسكندرية منذ عدة أشهر نتيجة اختفاء الخدمات البيئة، وسلوكيات بعض المواطنين السلبية تجاه آثار بلدهم. أطلق المشاركون اسم "إنقاذ أثر" على حملتهم، التي ضمت مجموعة من محبي الآثار المصرية من مختلف التخصصات و طلبة وخريجي كليات الآثار و السياحة بالتعاون مع المعهد السويدي والقنصلية البريطانية العامة بالإسكندرية. وبدأ المتطوعون بتنظيف بعض من مقابر كوم الشقافة الأثرية المحاطة بسور يفصلها عن المنطقة السكنية، والتى تعرضت مؤخرا إلى تراكم المخلفات بها جراء إلقاء بعض الأهالي القمامة بداخل المنطقة الأثرية من خلال الأسوار المحيطة. و أكد كريم محروس، أحد المشرفين المتطوعين بالحملة، أن المشاركون قاموا برفع المخلفات بمعدات يدوية من قلب الموقع الأثرى بالاستعانة بشركات نظافة خاصة، دون تحميل وزارة الآثار أى أعباء مالية بالإضافة إلى قيامهم بترتيب كسرات الفخار الأثرى المصنف و وضعها داخل صناديق بلاستيكية للحفاظ عليها. وأضاف أن الحملة استعانت أيضا بعدد من الفنانين لعمل حملات توعية لأهالي المنطقة أثناء عملية التنظيف، بهدف جذب الانتباه لما يقومون بفعله والتركيز على أهمية الحفاظ على المنطقة الأثرية التي تعتبر من أكثر المناطق الأثرية النادرة في العالم نظرا لأنها تجمع بين عصرين الفرعوني والروماني. وأشار إلى أن ذلك جاء أيضا في إطار يوم للنظافة في كوم الشقافة الذي دعا إليه المعهد السويدي والقنصلية البريطانية العامة بالتعاون مع وزارة الآثار وإدارة شئون البيئة بمحافظة الإسكندرية. وتعد مقابر كوم الشقافة الواقعة بغرب المحافظة من أهم مقابر مدينة الإسكندرية وجاء سبب تسميتها بذلك لكثرة البقايا الفخارية والكسارات التي كانت تتراكم في هذا المكان. ويرجع تاريخ المقبرة للقرن الثاني الميلادي، واكتسبت أهميتها من اتساعها وكثرة زخارفها وتعقيد تخطيطها الذي أظهر اختلاط الفن الفرعوني بالفن الروماني اليوناني في الإسكندرية إذ تجمع في جباناتها 300 مومياء لأشخاص اعتنقوا ديانات المصريين القدماء واليونانيين والرومان.
