كارثة محققة تهدد بتداعي وانهيار المقابر الأثرية بمنطقة كوم الشقافة بدائرة مينا البصل, غرب الإسكندرية, بعد أن تراكمت كميات من المياه الجوفية أسفل المقابرمما يؤثر سلبا علي المباني الأثرية بها والتي تعود للعصر الروماني وتمثل تداخلا فريدا بين الفن المعماري الفرعوني والروماني. وتعتبر مقابر كوم الشقافة من أهم مناطق الجذب السياحي بمحافظة الإسكندرية, حيث يتوافد عليها آلاف السائحين من مختلف بلدان العالم يوميا لزيارتها نظرا لأهميتها التاريخية ورغم ذلك لم تسلم من الإهمال. ورصدت الأهرام المسائي, قيام مديرية الآثار بالإسكندرية بوضع ألواح من الخشب ليتمكن رواد المكان من العاملين والسائحين من التنقل عليها بعيدا عن المياه الجوفية التي تحاصرها. ويقول محمد سعد, مرشد سياحي: تقدمت وعدد من زملائي بشكاوي كثيرة إلي مسئولي الآثار بالإسكندرية ولكنهم لم يعيروها أي اهتمام ولم يتحركوا لإنقاذ المنطقة الأثرية-حسب قوله- لافتا إلي أنه باعتباره أحد من قاموا بتدشين حملة لإنقاذ المقبرة, إلي أنهم لجأوا إلي تصوير المقابر ونشر الصور للرأي العام السكندري والمصري حولهم لإنقاذها لما تمثله من جانب مهم من التاريخ المصري. من جانبه, قال الدكتور مصطفي رشدي, مدير منطقة آثار الإسكندرية الرومانية واليونانية, لالأهرام المسائي, إن أزمة غرق المقبرة بالمياه الجوفية جاءت بعد تعطل إحدي طلمبات رفع المياه, مشيرا إلي أنه جار العمل علي إصلاحها في أسرع وقت. وتقع المقابرفي منطقة كوم الشقافة جنوب حي مينا البصل, وتعتبر من أهم مقابر المدينة, وسميت المنطقة بهذا الاسم بسبب كثرة البقايا الفخارية والكسارات التي كانت تتراكم في هذا المكان, وترجع أهمية المقبرة لاتساعها وكثرة زخارفها وتعقيد تخطيطها, كما أنها تعتبر من أوضح الأمثلة علي تداخل الفن الفرعوني بالفن الروماني في المدينة وأروع نماذج العمارة الجنائزية.