قنا– أيمن الوكيل ومريم الرميحي: تعد قبيلة عرب العوازم البدوية، القادمة من شبه الجزيرة العربية، أحد أهم التركيبات السكانية بقرية عزبة عبدالرحمن بنجع حمادي، باختلاف عاداتها وتقاليدها وخصوصيتها الفريدة عن باقي أهالي القرية، التي تجمعهم عادات الصعيد الواحدة. يقول عبدالعزيز موسى خليل، عميد القبيلة، إن أجدادهم قدموا إلى القرية من قديم الزمان بعد أن استقر بهم المقام للعمل بالرعي في سفح الجبل، متخذين من المنازل المصنوعة بأيديهم من الصوف مأوى لهم، التي تطورت فيما بعد إلى منازل من الطين والزلط والتي لاتزال قائمة حتى الآن. ويلفت خليل إلى أن قبيلتهم لا تزوج بناتها من الخارج، رغم أن للرجال الحق في الزوج من بنات القرية، معللا ذلك بالحفاظ على النسب، على حد تعبيره، فضلا عن تحدثهم بلغة خاصة فيما بينهم يتوارثها الأبناء جيلا بعد جيل، التي تميل إلى اللغة العربية الفصحى في مفرداتها مع اختلاف معانيها الأصلية، وفقا لمفاهيمهم. ويطالب عبداللاه محمد، أحد أبناء القبيلة، بالاهتمام بهم وتوفير البنية الأساسية لهم، لافتًا إلى أن أبناء القرية وبناتها يدخلون المدارس ويؤدون الخدمة العسكرية كأبناء الوطن، ولكن لا حظ لهم في أي وظائف حكومية. ويضيف صلاح عبدالعزيز، أحد أبناء القبيلة، أن عدم رواج تجارة الماشية التي كانوا يعتمدون عليها كمصدر رئيسي للدخل جعل من السفر للخارج وسيلة لكسب الرزق، رغم عدم توفيق الكثير منهم في رحلة عمله بالخارج. وتعد المرأة في قرية عزبة عبدالرحمن "الجبل والبلد" عنصرا مهما لتربية النسل وسط عادات وطقوس شديدة الخصوصية التي منها ما توارثوها عن أصولهم البدوية وأخرى أساطير خرافية اكتسبت بحكم العيش في بيئة جبلية. ويختلف زي المرأة بشكل خاصة لدى سيدات قبيلة العرب العوازم عن بقية سيدات القرية بشقيها، رغم اشتراكهم في الزي الأساسي المعتاد، العباءة أو "الملاية اللف" فسيدات القبيلة يضعن الحجاب بطريقة مختلفة، فهو شبيه بالنقاب لحد كبير، حيث تغطي بالحجاب الجزء السفلي من وجهها، أي الذقن والفم. وتقول الحاجة سلمى، إحدى سيدات القبيلة، إنهن يرتدين تلك الملابس منذ صغرهن، لافتة إلى أن ليس كل الجيل الجديد من الفتيات ملتزمات به، فهم في تنوع بين ارتداء هذا الزي وغيره من المستحدثات، مشيرة إلى احتفاظهن بنوعية الملابس التي تميل إلى التطريز، مفضلين الألوان الداكنة. وتشير سميرة عبد العزيز، إحدى سيدات القبيلة، إلى أسطورة "بير الزنجه" أنه عبارة عن مكان محفور أعلى جبل الطارف بجوارهم به عدة غرف، موضحة أن هناك أسطورة شاعت منذ زمن بأن هناك سيدة كانت لا تنجب وقامت بزيارة البير وممارسة طقوسه فحملت، مضيفة ان الطقوس تتلخص في أن تخطو السيدة على البئر 7 مرات وترمى به 7 حصاو، لافتة أن المكان مخيف ويجلب الرعب للسيدة، مؤكدة أنه مازالت هناك نسوة من القرية يزرنها. أما عن الأفراح، فتقول عطيات أحمد، إحدى سيدات القرية، إن الرجال لهم عاداتهم في الاحتفال، ما بين "ضرب الكف" وهو الغناء وسط دائرة من الرجال ضاربين الكفوف ومرددين الغناء، ولعبة العصا، أما السيدات فالغناء داخل المنزل دون السماح للرجال بالدخول إلا الصبية الصغار، وقد ترقص بعض كبيرات السن معهم بالرقصة الخاصة بهم، وهي التمايل على ضارب الكف من الصبية. وتشير إلى أن الأمر بدأ يختلف في هذه الأيام، حيث استخدام "الدي جي" مع الحفاظ على بعض تقاليد الاحتفال الأساسية لهم، مؤكدة أن المرأة لعدم التحاقها بالتعليم، إلا في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية، يتم تزويجها في سن مبكرة ما بين 16 إلى 21 عامًا، راوية أن قديما كان يتم الزواج داخل خيمة من الصوف أو كما يطلقون عليها "شعر الصوف" كما أن على الفتاة أن تصنع هذه الخيمة، ومع تطور الزمن استحدث الأمر إلى ضرورة صنع الفتاة كليم من الصوف أو أكثر، كما أن من تتزوج الأخ الأكبر تشيد له منزلًا من الطين والزلط بيديها وتقوم بهذه العملية لكل أخوات زوجها ممن يقدمون على الزوج.