تعتبر قرية قصر رشوان، التابعة لمركز طامية، من القرى التي بها كثافة سكانية عالية، وبها أعداد كبيرة من مرضى الفشل الكلوي، وبسبب بعد مدينة طامية التي بها المستشفى المركزي عن القرية، اقترح بعض الأهالي إنشاء وحدة غسيل كلوي داخل القرية، على نفقتهم الخاصة. والتقى المستشار وائل مكرم، محافظ الفيوم، والدكتور ماهر جاويش، وكيل وزارة الصحة، عددا من أهالي القرية لمناقشة مبادرة بعض المتبرعين من أهالي القرية بتزويد الوحدة الصحية بالقرية بأجهزة غسيل كلوي وكافة التجهيزات الفنية للوحدة لاستقبال مرضى الغسيل الكلوي من أهالي القرية والقرى المجاورة لها. يقول جمال محمد عويس، أحد أهالي القرية، إن مجموعة من الأهالي عرضوا على جميع سكان القرية فكرة إنشاء وحدة للغسيل الكلوي، بسبب كثرة الحالات المصابة به في القرية، إذ إن القرية ونظيرتها "فانوس" من أكبر القرى بطامية إصابة بالفشل الكلوي، بحسب قوله. ويضيف عويس: اتفقنا على إنشاء وحدة للغسيل الكلوي للقرية، تكون في الوحدة الصحية التي تتسع فقط للتطعيمات، أو في مسجد من مساجد القرية، عن طريق التبرع من أهالي القرية، وقمنا باختيار بعض من الأهالي لتولي المسؤولية وجمع التبرعات ومقابلة المسؤولين لأخذ الموافقات، وإنهاء التصاريح اللازمة. ويؤكد أنهم لجؤوا لذلك بسبب بعد المسافة بينهم وبين مستشفى طامية المركزي، التي تقبع بالمركز، وهو ما يضر بالمريض ويزيد من معاناته، لذلك كان من الضروري معالجة المرضى في مكان داخل القرية ليريحهم. ويؤكد حازم رمضان خميس، أحد أهالي القرية الذين قابلوا المستشار وائل مكرم، المحافظ، لعرض الفكرة عليه، إن القرية بها أعداد كبيرة من المصابين بالفشل الكلوي، وأصبح الأمر صعبا عليهم، حيث تخلو تلك القرية الكبيرة من وحدة للغسيل الكلوي، وبسبب علمنا أن الوضع الآن لا يسمح بتوافر أجهزة الوحدة من قبل وزارة الصحة أو المحافظة، استقرينا على أن نقوم بالتبرع من القادرين بالقرية، وجمع التكاليف الخاصة بتجهيز الوحدة. ويضيف أن 50 شخصا من أهالي القرية هم من يقومون على شراء الأجهزة والماكينات، التي تقدر بحوالي 500 ألف جنية تقريبا، إذ إن الوحدة تحتاج 3 ماكينات ووحدة لتنقية المياة، بالإضافة إلى خزانات للمياه ومولد للكهرباء، فقمنا بتحديد موعد مع المستشار وائل مكرم، محافظ الفيوم، والدكتور ماهر جاويش، وكيل وزارة الصحة، لعرض الفكرة عليه، والحصول على موافقاتهم، بالإضافة إلى مساعدتنا سواء بمعاونتنا بأحد الأجهزة أو توفير طاقم أطباء وتمريض لتشغيل الوحدة بعد إنشاءها. ويردف حازم قائلا: التقينا بالمحافظ وعرضنا عليه الفكرة، في حضور وكيل وزارة الصحة، حيث وافق المحافظ على إنشاء وحدة للغسيل الكلوي بالقرية، تكون داخل الوحدة الصحية، وتحت إشراف وزارة الصحة، بالإضافة إلى أن مديرية الصحة ستوفر طاقة من التمريض والأطباء للعمل بالوحدة، كما وعد جاويش بمساعدتنا بمكينات أخرى، مبينا أنهم بصدد شراء الأجهزة خلال الأيام القريبة المقبلة. من جانبه، أشاد محافظ الفيوم بمبادرة الأهالي بالتبرع بالأجهزة، التي بمجرد الانتهاء من حصر التكاليف المالية الخاصة بها سيتم البدء الفوري بإمداد الوحدة الصحية بماكينات الغسيل وتوفير الطاقم الطبي اللازم. وبعد اللقاء، أصدر المحافظ توجيهاته لوكيل وزارة الصحة بتذليل كافة العقبات التي من شأنها إعاقة تنفيذ مبادرة الأهالي للتبرع بأجهزة الغسيل الكلوي، مضيفا أن هذا يأتي في إطار رفع مشقة انتقال مرضى الغسيل الكلوي من أهالي قصر رشوان إلى أماكن أخرى بعيدة، مما يعتبر تجسيدا لتكاتف أفراد المجتمع المدني مع أجهزة الدولة، الأمر الذي يعد من أهم ركائز النهوض بنوعية الخدمات المقدمة على اختلاف مستوياتها.