سياسيون عن كلمة السيسي: زرعت الأمل.. وتجاهلت خطط التنمية

علق الدكتور يسري العزباوي، رئيس برنامج النظام السياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، على خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته أثناء إطلاق استراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر2030" اليوم الأربعاء، بمسرح الجلاء، قائلًا: "كلمة السيسي اليوم أوضحت حجم المشاكل والتحديات التي تواجه البلاد، التي ظهرت في نبرة صوته، والتي تخللها العصبية طوال الخطاب".
وأضاف العزباوي - في تصريح خاص لمصراوي، اليوم الأربعاء، أن أهم ما يميز كلمة الرئيس اليوم، هي زرع الأمل في نفوس المصريين، وهذا منهج طبيعي لأن السيسي ابن المؤسسة العسكرية، مؤكدًا على إيجابية الخطاب.
وتابع رئيس برنامج النظام السياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، "السيسي بشكل غير مباشر ضغط بكلامه على مجلس النواب، للموافقة على حكومة المهندس شريف إسماعيل"، لافتًا إلى أن كلمة السيسي لم تعط خطط حقيقية للتنمية، وكان ارتجاله "عام".. "فهل من المنطقي أنه يقول للشباب اللي عايز شقة تكون متوافرة فيه المواصفات يجيني وأنا أجيبله.. هايجيبله منين وإزاي؟!".
واستنكر العزباوي، عدم تطرق الرئيس لأزمة الأطباء، قائلًا: "الناس كانت عايزة تسمع حاجة عن الموضوع ده ورأيه فيه ولكنه تجهالها تمامًا، كما أنه لم يتطرق خلال كلمته إلى كيفية حدوث التنمية في 2030، وما هي الأهداف التي يسعى لتحقيقها في هذه المدة".
واختتم العزباوي حديثه، قائلًا: "كلمة السيسي على الشباب كانت عامة ذات خطوط عريضة، وكان أغلب حديثه عن الإيجابية والأمل؛ ولكن لا شئ على أرض الواقع".
سعد الزنط
بينما علق سعد الزنط رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية وأخلاقيات الاتصال، على خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا :" كلمة الرئيس هذه التي كنا ننتظرها منذ بداية توليه فهي كلمة عظيمة، وكان لازم الكلمة ديه بعد تشكيل مجلس النواب، وكان لابد من وجود وجه اخر للرئيس"، مشيراً إلى أن المساحة الاسفنجية بينه وبين مؤسسات الدولة بدأت تتقلص".
وأضاف الزنط، في تصريح خاص لمصراوي، اليوم الاربعاء، كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كانت شاملة كافة المجالات والمشروعات الاستراتيجية والاقتصادية والامن والقوات المسلحة والاسكان، ولم يترك اى مجال إلا وتحدث فيه، مشيراً إلى أن الرئيس لدية رؤية مستقبلية، "و أنا اعتبر خطابة اليوم من افضل الخطابات التي ادلى بها الرئيس، ويكمن بها رسائل هامة للمصرين وللعالم الخارجي".
وعن رأيه في مبادرة "صبح على مصر بجنيه" قال الزنط، "لابد أن نستشعر الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد في الفترة الاخيرة، وخاصاً بعد ثورة يناير، وهي مبادرة جيدة الهدف منها استفزاز المصريين ليكونوا شركاء في إعادة بناء الوطن من جديد، وأن مصر في امس الحاجة لهذه المبادرة، مؤكداً ان مبادرة الرئيس في فلسفة عميقة، واستطاعت الوصول إلى المصريين، " مصر محتاجه لكل جنيه، وكله في صالح مصر".
وتابع رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية، حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن العشوائيات كان صريح، وهذا طبيعي، لان مصر بها اكثر من 1230 منطقة عشوائية، 80% منها في القاهرة، لان الحكومات لابد وأن تسبق الشعوب، لتحقيق النهضة الحقيقية في كافة المجالات، ولكن في مصر يحدث العكس، فالعشوائيات ليست في الاماكن الفقيرة فقط، فمصر بها عشوائيات اخلاقية، وتعليمية وبها عشوائيات بالصحة والامن، كما ان "حياتنا مليئة بالتناقض العشوائي، وذلك بسبب ان شعب مصر سابق حكوماته دائماً، ولا أحد يحترم القانون".
وأكد الزنط، أن هناك انحطاط إعلامي، لأن السوق مفتوح امام الجميع، بلا رقيب، مطالباً بوجود وزيراً للأعلام لإعادة الانضباط فيما يعرض على المواطنين، لأن هناك "ترهل اعلامي" كما ان هناك اخطاء في الرؤية المستقبلية، متسائلا:" هل قيادات الدولة قادرة على مواجه التحديات، وهل لديها رؤية لمعالجتها، وهل تقبل التغير داخل مؤسساتها المختلفة، "حين نجيب على هذه الاسئلة تكمن الحلول".
مختار غباشي
من جانبه، أكد الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتجية، أن كلمة السيسي كانت جيدة وشاملة وبها تطلعات مستقبلية تخدم المواطن المصري.
وأضاف غباشي - في تصريح خاص لمصراوي، كلمة الرئيس كانت واصفة للأوضاع السياسية في مصر، كما أنها كانت تتخللها رسائل ضمنية وعالمية، وهي مُفندة للواقع، كما أنها كانت موجهة للوزير وللموظف وللمواطن، لافتًا إلى أن المصريين لديهم تطلعات وأهداف ومتطلبات لم تستطيع الدولة مواكبتها، ومن الممكن أن تكون بسسب الأزمات المالية التي تمر بها البلاد أو أشخاص ليس على قدر كافي للمسئولية.
وأردف نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتجية، أن طموح الناس أكبر من قدرة الحكومة والإرادة السياسية، والدليل على ذلك إن الرئيس خلال كلمته اليوم قال "أنا لو أقدر أتباع هتباع.. وديه كلمة لها مدلول كبير.. وهي أنه على استعداد أن يضحي بنفسه من أجل مصر وشعبها"، مؤكدًا أن الحكومة "فاشلة" - على حد قوله- وهذه سبب الأزمة بين المصريين والدولة.
وعن رأيه في المبادرة التي طرحها الرئيس تحت عنوان "صبح على مصر بجنيه"، قال غباشي هذه المبادرة جيدة، وعلى المصريين أن يدركوا أنها مبادرة اختيارية وليست إجبارية، ولكن إن طُبقت ستقوم بحل العديد من الأزمات التي تواجه الدولة.
وأشار غباشي، إلى أن الحكومة لا تمتلك آليات للتطوير والتخطيط لحل الأزمات، ففي يناير 2011 كان يوجد 1220 منطقة عشوائية، واليوم أصبحت 1221، وهذا أكبر دليل على فشل الحكومات.