وصف مثقفوا الأقصر الحكم بسجن الروائي بجريدة أخبار الأدب، أحمد ناجي، لاتهامه بخدش الحياء بعد روايته "استخدام الحياة"، بأنه قمع للفكر وحرية التعبير، وبأن حبسه ليس حلًا، وكان من الممكن محاسبته بأكثر من طريق، لكن معاملته كالمجرمين أمر غير مقبول . يقول عبد المنعم عبد العظيم، باحث ومفكر، إن حبس الكتاب أمر غير مقبول، حيث يعد قمع للفكر ولحرية التعبير عن الرأي، ويعد أيضًا محاكمة للإبداع، وكان من الممكن محاسبة ناجي إن كان تجاوز في روايته بطرق أخرى كمصادرة الرواية أو وقفه حتى عن العمل لمدة معينة، لكن الحبس يساويه بمرتكبي الجرائم والخارجين عن القانون، حيث أن السجن للمجرمين وليس للمبدعين . وتابع عبد العظيم أن حكم الحبس يقلب الطاولة لصالح الكاتب، وأنه كان متجاوزًا، حيث يجعل من لن يقرأ الرواية يقرأها ليعرف ما الذي صدر بخصوصه حكم بالحبس، وبذلك يصنع له مؤيدين وجمهور وشهرة . ويرى إيليا عدلي، كاتب، أنه لن يرضى أي كاتب بما حدث للزميل أحمد ناجي، حيث يعمل ذلك على إلغاء الإبداع والمبدعين، وتقييد لعنان أفكاره، لافتًا أنهم يحترمون القضاء لكن لابد من مراعاة حرية الفكر والتعبير . وأشار عدلي إلى أنه لابد من وجود قانون يحمي الإبداع، حتى وإن لازم الأمر بتدخل الرئيس، حيث أن ذلك له تأثير على كل من يحاول أن يبدع، وعلى متابعي المبدعين، ولا سيما بالوقت الحالي، الوقت الذي قد تكون الكتابات الحرة هي مصدر ابهاج للشباب، لافتًا إلى أن الفترة المقبلة لابد أن تشهد تغييرًا وتترك مساحة حرية للمبدعين . وذكر محمد عبدالدايم الرزيقي، عضو اتحاد كتاب مصر فرع الأقصر، عبر صفحته على فيسبوك أن ناجي هو سجين الإبداع، ولابد من يتضامن الجميع معه، لمواجهة محاكمة الأدباء والمفكرين . وكان اتحاد كتاب مصر أعلن تضامنه مع ناجي، بالمشاركة في مبادرة أطلقها اتحاد القاهرة بعنوان "احرق ابداعاتك" لمواجهة الاستبداد ضد المثقفين والمفكرين، والتي سيتم اطلاقها بالمقر في الأول من مارس المقبل، لإعلانهم رفض محاكمة الإبداع، داعين الجميع للمساندة والمشاركة . ويضيف أحمد علي، من المهتمين بشؤون الأدب والثقافة، أن حبس ناجي أسلوب جديد من سلسلة لكبت الحريات التي تتبعها الدولة خلال الفترة الحالية، بالرغم من أن الرواية هي نوع من الفكر وحرية التعبير، لكن تلك الحرية غير مسموح بها حتى للكتاب، ليكون السجن هو نهاية من يثور أو ينتقد وضع ما . وأشار علي إلى أن الحبس جعل الشباب مؤيدين لناجي، حتى وإن كانوا من معارضيه قبل ذلك، حتى ولم يقرأوا الرواية من الأساس، حيث أن السجن أمر غير مرغوب أو مقبول، مهما كانت نوعية الكتابات، لكن هناك طرق أخرى للعقاب أن حدثت تجاوزات .