عم محمد حسن، 56 عامًا- رئيس عمال بمدرسة داود تكلا الثانوية بقرية بهجورة بنجع حمادي، استطاع إحباط محاولة سرقة تمثال داود تكلا من داخل المدرسة الأسبوع الماضي. استهل عم محمد حديثه قائلًا "ده تاريخ ولازم نحافظ عليه"، وتابع "اللي حصل إن كان في أعمال كنترول وتصحيح في المدرسة، وأولياء داخلين طالعين يخلصوا مصالح وفجأة شفت واحد طويل وجامد لابس بنطلون وجاكت أسود، ماسك راس التمثال وطالع بيها وحطها على عربانة، وأول ما قربت ناحيته هرب حاولنا نمسكوه مقدرناش". وقال أسعد القرمة، مدير المدرسة، إنه جار صناعة قفص حديدي ، لوضع التمثال بداخله، للحفاظ عليه ومنعًا لتعرضه للسرقة . وقال محمود مدني، مدير عام شؤون الآثار الإسلامية والقبطية بنجع حمادي، إن الآثار لم تتسلم المدرسة حتى الآن، موضحًا أن التمثال عمره 92 عاما، وهو من ضمن المقتنيات الأثرية منذ 1924 بالمدرسة، التي أسسها داود تكلا، وهي أول مدرسة ثانوية بقنا. وأوضح أنه طالب المسؤولين بالتربية والتعليم بضرورة الحفاظ على هذه المقتنيات الأثرية، لافتًا إلى أنه سيقوم بكتابة مذكرة لمخاطبة المسؤولين بنقل التمثال من المدرسة للمخازن الأثرية للحفاظ عليه. وداود تكلا هو من أبناء قرية بهجورة، ولد بها عام 1859، وأتقن اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، وعين وكيلا للقنصلية الفرنسية في أسوان، وأهدته الحكومة الفرنسية وسامًا فخريًا نظير خدماته الجليلة، كما حصل على العديد من الأوسمة والنياشين، مثل النيشان العثماني الثالث والمجيدي الثاني والنيل الثالث. وكان داود تكلا كثير الإحسان، وخاصة على كثير من الجمعيات الخيرية والملاجئ والمستشفيات، كما تبرع لبناء مستشفي الحميات بقنا، أثناء زيارة الأمير يوسف كمال لها، وكان مُحبًا للفنون فأقام قاعة المنيرة بالمتحف القبطي بالقاهرة، وهي الآن قاعة المناظر النيلية بالدور الثاني بالمتحف القبطي، ومكتوب على مدخلها "يرجع الفضل الأكبر في إنشاء هذه القاعة لسعادة داود بك تكلا عميد بهجورة بمديرية قنا لسنة 1636 قبطية". وشرع داوود تكلا في بناء مدرسة ثانوية أخرى على أحدث طراز، إلا أن المنية وافته في 18سبتمبر1924، فأكملت قرينته "سيدة فلسطين" وكريمته "منيرة تكلا"، ذلك الحلم واكتمل بناء المدرسة واحُتفل بافتتاحها في يناير 1929، كما هو مدون بالنص التأسيسي للمدرسة، وقد تم تشيد البناء على مساحة من الأرض تقترب من فدانين، ووقفت قرينته عليها 100 فدان من أجود الأراضي.