أكدت الصين، اليوم الخميس، الأهمية البالغة للوثيقة التى أصدرتها أمس بشأن سياستها تجاه الدول العربية، لما سيكون لها من انعكاس على العلاقات الاستراتيجية العربية - الصينية والتعاون والتنمية المشتركة مستقبلاً. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونج لى فى تصريح رسمى اليوم إن هذه الوثيقة، التي تعد الأولى التي تصدرها الصين بشأن سياستها تجاه العالم العربي، يأتي توقيت إعلانها مع حلول الذكرى ال 60 لاستهلال الصين لعلاقاتها الدبلوماسية مع الدول العربية. وأشاد بما اتسمت به العلاقات بين الجانبين طوال الستة عقود الماضية من احترام متبادل وتعامل على قدم المساواة وسعي للمنفعة المشتركة، منوهًا كذلك بما قاما بتحقيقه من زيادة للمكاسب المتبادلة ونمو للتعاون وللتبادلات على المستويين الشعبي والثقافي. وأشار إلى أن الصين والدول العربية قاما بإنجازات وخطوات موسعة في تعزيز وتعميق التعاون بينهما في كافة المجالات، ما جعل منهما مثلاً يحتذى به في العلاقات بين دول الجنوب. وقال إن هدف الحكومة الصينية من إصدار هذه الوثيقة كان تلخيص التجربة والاستلهام من تنمية العلاقات الصينية - العربية، وتحديد المجالات والاتجاهات الرئيسية للتعاون الثنائي الودي، مبينًا أن الوثيقة هى عبارة عن استعراض شامل لما تم تحقيقه في العلاقات الثنائية على مدى السنوات 60 الماضية. وأضاف أن هذه العلاقات تكشف النقاب عن السياسات الصينية تجاه الدول العربية مستقبلاً وتضع خارطة طريق للتعاون في مجالات السياسة والتجارة والتنمية الاجتماعية والثقافة والتبادلات على المستوى الشعبي، فضلاً عن التعاون في تحقيق السلام والأمن. وكانت الصين أكدت في الوثيقة التي أصدرتها أمس وتتضمن خمسة أجزاء، على أن العالم العربي يعتبر شريكًا مهمًا للصين التي تسلك بثبات طريق التنمية السلمية في مساعيها لتعزيز التضامن والتعاون مع الدول النامية، وإقامة علاقة دولية من نوع جديد تتمحور على التعاون والكسب المشترك، والتعامل مع العلاقات الصينية العربية من زاوية استراتيجية، تلتزم بتوطيد وتعميق الصداقة التقليدية بين الجانبين كسياسة خارجية طويلة الأمد. وأشارت الوثيقة إلى التزام الصين بالفهم الصحيح للمسؤولية الأخلاقية وضرورة تنسيق جهود تعزيز السلام والاستقرار والتنمية في الدول العربية وتحقيق تنمية أفضل في الصين، لتحقيق الكسب المشترك والتنمية المشتركة من خلال التعاون واستشراف آفاق أكثر إشراقًا لعلاقات التعاون الاستراتيجي بين الجانبين. وشددت على التزام الصين بتطوير علاقاتها مع الدول العربية إلى جانب دعم عملية السلام في الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة، ودعم جهود جامعة الدول العربية في هذا السبيل، والتمسك بحل القضايا الساخنة في المنطقة بطرق سياسية، فضلاً عن دعم إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، والعمل على دعم جهود الدول العربية لتعزيز التضامن ووضع حد لإنتشار الأفكار المتطرفة ومكافحة الإرهاب وغيرها. وأكدت احترام الصين لخيار شعوب الدول العربية، ودعم جهودها لاستكشاف الطرق التنموية التي تتناسب مع خصوصياتها الوطنية، والتطلع لزيادة تبادل الخبرات حول حكم وإدارة البلاد من خلال مجموعة من النقاط كزيادة التعاون العملي وفقا لمبدأ المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، وخاصة التشارك في بناء "الحزام والطريق"، والاستفادة من استراتيجيات الجانبين للتنمية وتوظيف ما لديهما من المزايا والإمكانيات الكامنة بما يحقق التقدم المشترك والتنمية المشتركة على الجانبين. ولفتت الوثيقة النظر إلى حرص الصين على مشاركة الدول العربية في مساعي تكريس التنوع الحضاري في العالم، وزيادة توثيق التواصل الإنساني والثقافي، وتعزيز التعاون في كافة المجالات لزيادة أواصر التفاهم والصداقة والتكامل والتمازج بين الثقافتين الصينية والعربية، بما يسهم في توحيد جهود الأمتين الصينية والعربية في الدفع بالتقدم والازدهار للحضارة البشرية. وأكدت على حرص الصين كذلك على تعزيز التشاور والتنسيق مع الجانب العربي لصيانة مقاصد ومبادئ "ميثاق الأممالمتحدة"، وتطبيق أجندة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة 2030، بما يحافظ على العدل والعدالة في المجتمع الدولي ويدفع بالنظام الدولي نحو اتجاه أكثر عدلاً وإنصافًا، إلى جانب احترام المصالح الحيوية والهموم الكبرى للجانب الآخر في إصلاح الأممالمتحدة، وقضايا تغير المناخ والأمن الغذائي وأمن الطاقة وغيرها من القضايا الدولية الهامة، ودعم المطالب المشروعة والمواقف الصائبة للجانب الآخر، والعمل بحزم على حماية المصلحة المشتركة للدول النامية.