ورود وشموع بجوار بنادق وأسلحة وحواجز أمنية، ليلة عصيبة عاشها الفرنسيون بعد هجمات إرهابية متزامنة استهدف استادا ومسرحا ومطاعم في العاصمة الفرنسية باريس. فرنسيون توافد من الصباح الباكر، على المواقع التي استهدفتا العمليات الإرهابية، ووضعوا الورود والشموع، في الوقت الذي أغلقت فيه السلطات الأمنية الفرنسية شوارع ميدان بالعاصمة باريس، كما عززت من إجراءتها الأمنية 128 قتيلا وأكثر منهم جرحى سقطوا جراء الهجمات الإرهابية التي تبناها تنظيم داعش الإرهابي في تسجيل صوتي حمل اسم "بيان صوتي عن غزوة باريس المباركة على فرنسا الصليبية" ونشره موالون للتنظيم على موقع توتير، وقال فيه إنه "في غزوة مباركة يسر الله أسباب التوفيق، انطلقت مجموعة من جند الخلافة المؤمنة عزها الله ونصرها مستهدفين عاصمة العهر والرذيلة وحاملة لواء الصليب في أوروبا باريس...." إجراءات أمنية مشددة اتخذتها فرنسا في أعقاب الهجوم، منها حظر أي مظاهرات عامة في باريس والمناطق المحيطة بها حتى يوم الخميس، كما ألغت فعاليات رياضية خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأمرت بإغلاق المدارس والجامعات. الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند حمّل مسؤولية الهجمات لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، معلنا الحداد في كافة أنحاء فرنسا لمدة ثلاثة ايام. وقال أولاند في تصريحات صحفية بعد اجتماع عاجل في قصر الاليزيه الأحد إن 127 شخصا قتلوا في الهجمات التي وصفها بأنها "عملا حربيا". وأضاف الرئيس الفرنسي أن هجمات باريس كانت منسقة ومخطط لها من الخارج بمساعدة من خارج فرنسا. وقال "أنحني إجلالا للمدافعين عن البلاد الذين حاربوا الإرهابيين بالأمس. كل قام بكل ما بوسعه وسوف يقدمون افضل ما لديهم". مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة أعلنوا تضامنهم الكامل مع فرنسا، عبر هاشتاج #ParisAttacks والذي أصبح الأكثر انتشارا عالميا حاليا، بأكثر من مليون تغريدة على مدار العشر ساعات الماضية. رؤساء وزعماء العالم، تضامنوا مع فرنسا، وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنها هجمات على الإنسانية ومحاولة فظيعة لترويع المدنيين الأبرياء، فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن هجمات باريس تعكس كراهية والقتلة ليسوا بشرا، وروسيا مستعدة لدعم حكومة وشعب فرنسا. رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون قال "تتملكني الصدمة وقلوبنا ودعواتنا مع الشعب الفرنسي وسوف نفعل أقصى ما نستطيع للمساعدة"، وأصدرت الرئاسة المصرية بيانا قالت من خلاله إن "هذه حوادث إرهابية غاشمة ونؤكد تضامن مصر مع فرنسا ومساندتها للجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب الذي لايعرف حدودا ولا دينا".